الثلاثاء، 3 ديسمبر 2019

قال الراوي ( الحلقة 4 ) بقلم الدكتور سليم أحمد حسن


قــــــــال الـــــــــراوي .. [
4 ]
المستشـار د. سـليم أحمـد حـسن ـ الأردن
*********************************
"الراوي "، شخصية شعبية يتـذكّرها الكبار، ويتـذكّـــرون
معها زمنـا جميــلا، كان يتحدّث عن بطـــولات / أبـــو زيـد
الهلالي وعنترة.
أما راي اليوم، فهو رجـــل مهزوم مقهـور، يحمــل كامــيرا
حـديثة يصور بها أدقّ وأصدق تفاصيل واقـــعـنـا..
ولكنه أطـال لسـانه، ولم يعـد السكوت عليه ممكـنًـا فاختـفى..
********
مذ بدأ حراكُ الشـّعـب ِالعربيّ ..بربيع ِالوطن ِالعـربيّ ..
أدمنـتُ سـماعَ الأخبارْ، سماعَ الندوات ِالتليفزيونية ْ..
وحضور ِالندوات ِ التحليليةْ.
أدمنتُ دخولَ نقاشات ٍحامية ٍ،غاضبة ٍ، عاصفة ٍ ..أخرج منها الخاسـرْ ..
ذلك أنـّي أتقاطعُ مع خط ِالطرف ِالآخـر ..
وأرى عكسَ الرؤيـا .. فالأملُ الساطعُ يملأ دنيانا العربية ْ..
وأنا الخائفُ .. والمتشائمُ .. والمترددُ ..
ألمح نقطة َ ضوء ٍفي آخـر نفـق ِالحرية ْ.
وأنا من عاشَ الحدثَ بعين ِالمبصر ِوالواعي..
وبكلّ تلافيف ِالعقل ِالبشرية ْ!!
********
أدمنتُ نزولَ الشارع في أيام الجمعة ِ.. إذ تنطلقُ جموعُ الشّـعـبِ ..
تـُنادي بالعـدل ِ.. وبالخير ِ.. وبالحريةْ .
أسمعُ، أفرحُ .. أعـودُ فأبكي، أتألـّمُ حين أرى الثورةَ تـُسرقُ ..
من بلطجة ِنظام ٍ.. أو أحزاب ٍ .. أو أصحاب ِمصالح َشخصية ْ..
كنت أرى قـوّات ِالأمـْن ِ، وقـوّات ِالجيشِ..
تواجه من خرجوا بصدور ٍعاريةٍ ..وقلوب ٍصافية ٍ..
والصوتُ الواحدُ يهتفُ " ثورتــُنا سـِلمية " !
فـتواجههم بالغازاتِ، بإطلاق ِرصاص ِالمطـّاط ِ،وبالأسلحة ِالحربيةْ!
ورأيتُ دماء َالشهداء ِالأبرار ِ، دماءَ الطهـر ِ.. تسيلَ بتونسَ،
في ميدان ِالتحرير ِ، بـبـنغازي.. في صنعاءَ .. وفي سـوريا .
* * *
أبكي، أنفجرُ لأن شبابَ الأمـّة ِ خرجوا يجمعُهـُم هــدفٌ واحــد ..
لكنْ، من غير ِنظــام ٍ يحكمهـُم .. أو قادة ِصـف ٍ تـُرشدهـُم وتـُوجههـُم ..
كانوا نورَ الفتحِ القادمِ للآمـال ِالعربيةْ..سقط الحكام ُ وأنظمة ُالقبح ِ
ولأنّ الثـّوارَ الأحرارَ بلا أطماع ورديـّة ْ..
سكتوا .. فـتقدّمَ من سـرقَ الثورة كاملة ً ..
وفلولُ الحكم ِ السابق ِ ..راحـت تتقاسمُ تلك الكعكة ِ، خالصة ًوشهية ْ .
* * *
سألت الرواي : ـ مـاذا بعـدُ؟
فقالَ .. ـ كأنك لم تسمعْ قـولَ الشاعر ِ، والعـبرة ُ والحكمـة ُ فيما قالَ ..
وصارَ من الأمثلة ِ المحكيـّة .
" دعوتُ على عمرو ٍ فماتَ فسـرّني ..
فعاشـرتُ أقـوامًا بكيتُ عـلى عـمـروِ

******************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق