السبت، 7 ديسمبر 2019

قال الراوي ( الحلقة 7 ) بقلم الدكتور سليم أحمد حسن

قــــــــال الـــــــــراوي ..  [ 7 ]
المستشـار د. سـليم أحمـد حـسن ـ الأردن
*********************************
"الراوي "، شخصية شعبية يتـذكّرها الكبار، ويتـذكّـــرون
معها زمنـا جميــلا، كان يتحدّث عن بطـــولات / أبـــو زيـد
الهلالي وعنترة.
أما [ راوي اليــوم ] ، فهو رجـــل مهزوم مقهـور، يحـمــل كامــيراحـديثة يصور بها أدقّ وأصـدق تفاصيـــل واقـــعـنـا..  
ولكنه أطـال لسـانه، ولم يعـد السكوت عليه ممكـنًـا فاختـفى..
********
يتحـدّثُ كلّ العالم ِعن هـذا الشـعبِ .. ويرَوْنَ به عجبــًـا وعُجــاب ..
في الأرض ِالعربيةِ ..ثــَرْوات ٌطائلة ٌ، وبغير ِحسابْ !
لكنّ الثروة َ تذهبُ لجيوب ِالحكـّامِ ..جيوب ِالأمراءِ .. وأصحابِ الحظوة ِ ..
أو من نافقَ، أو عاثَ فسادًا ..أو باعَ ضميرًا .. أو كـذاب .
تـُصرَفُ في غير الطرق ِالمشروعة ِ خلفَ الأبوابْ .
***
والشعب يـُعاني من جوع ٍ .. فـقـر ٍ .. ظلم ٍ، ذلّ ٍ .. يأس ٍ .. وعـذابْ .
في الأرض ِالعربيةِ نزلـت كلّ الأديانْ تدعو للحقِّ، وللخير ِ، وللعدل ِ، وللإيمانْ .
وبحق الكلّ بعيش ٍ يتساوى فيه الناسُ كأسنان ِالمُشط ِ.. ويـُكـرَمُ فيه الإنسانْ.
لكنّ الشّـعبَ العـربيَّ ..تناسى كل القيم ِ..وصارت فيه الطبقية ُأوضــحَ عـنوان ْ.
البعضُ امتلكَ المالَ، ومضى يأمـرُ ينهى ..يظلمُ يمتلكُ السلطانْ ..
والبعضُ الآخـرُ، لايملكُ غيرَ الفقـر ِ.. وصمت ِالضّعفِ ويحيا مقهورًا ومُهانْ !
***
أرضُ الوطن ِالعربيِّ يباركها الرحمـنْ، أنبتَ فيها الحَبَّ ..
وجمـّلها بالعـِنبِ وبالزيتون ِ، وبالنّـــخــــل ِ وبالرمـّـــانْ .
وبفاكهة ٍمن شتى الأنواع ِ، وشتى الألوان ْ.
أهملـَها الأهلُ فجـفّ الزرعُ، وجـفّ الضرع ُ..
وباعـوها، وتطاولَ فيها البنيـان ْ.
ركضوا خلفَ الزيف ِ، وخلفَ اللهـو ِ ..وخلفَ الجاه ِالكاذب ِ والسلطان ْ.
**
يـُنتخـبُ رئيسُ الدولة ِ في البلد ِالعربيِّ ..وكلّ ُ مجالسِها بالتـّزويرِ
وبالترهيب ِ، وبالموت ِوراء القضبان ..
يبقى الحاكمُ، فوقَ الكرسيِّ الذهبي ِّ.. يدوسُ رقابَ الشعـبِ الأعـزل ِ
ما دام به نبضٌ، ويعيشُ بخير ٍ وأمانْ..
يحميهِ العسكرُ والأزلامُ .. وبلطجة ُالزعرانْ ..يحميهِ "تنابلة ُالسلطانْ"
**
والشعبُ يعيشُ اليأسَ، القهـرَ، الصمتَ القاتلَ، يعيشُ الفقر مـَعَ الحـرمانْ .
حين انتفضَ الشـّعبُ العربيُّ .. بإحدى البلدان ِ العربية ْ..
وثارَ على الظلم ِ.. وأنظمة ِ الحكـْم ِالقمعيـّة ْ..
نادى بالعدل ِ، وبالحبِّ، وبالحـريـّة ْ..
وتعرّضَ للضرب ِ وللتعذيب ِ .. والاستشهادِ
على أيدي العسكر ِ.. بالغازات ِ.. وبالأسلحةِ المطــّاطية ِ والحيـّة ْ..
وقفَ الشـّعب العربيُ بكلِّ الوطن ِالعربيِّ ..ضعيفـًا .. مأزومـًا ..
يدعو للثـّوار ِ بنصر ِ الله ِ..بما يكتبه ُمن خطبٍ عصماءْ .
يقرأ فاتحة َكتاب ِالله ِعلى أرواح ِالشهداءْ ..
* * *
حين انتقلتْ تلك الثورة ُ.. تسري بربوع ِالوطن ِالعربيّْ..
بقي الحالُ هو الحالُ، ظللنا نـُحصي الشهداءْ ..
ونحاولُ جمْعَ معونات ٍ للهارب ِمن بطش ِالعسكر ِ.. والفقراء.
وأغربُ ما كانَ .. وأعجبُ ما كان ْ.. أن الثوراتِ إذ انتصرت
وتنحى الحاكمُ ..وينسحبُ الثـّوارُ من الميدانْ !!
يتسلـّقُ أكتافَ الثورةِ ..بعضُ فلول ِالأنظمة ِ.. وبعضُ البلطجةِ ..
وبعضُ الحيتانْ ..
***
رحمَ اللهُ الشهداءَ الأبرارَ ..ومن كانوا شعلة َتلك الثوراتْ ..
وسـَقـَوا بدماء ِالطهـر ِتـُرابَ الأوطانْ .يجزيهم ربّ العـزةِ  مغفرة ً ..
وحياة ًباقية ً بجنان ِالرحمنْ .
***
تلك حكاية ُهذا الشعبِ الطـّيّبِ .. نام طويلا .. ثـمّ اختـارَ طريقَ العـزّة ِ
حاول أن يعبرَ للنورِوللحق وللعـدلِ .. لما فيهِ الخيرُ
وفيهِ صـلاحُ الأمـر ِ.. وفيهِ الأملُ بأيام ٍ قادمة ٍ ..
عامرة ٍ بصفاء ٍ ورجاء ٍ وأمـانْ !
فقـدَ الدربَ .. و ثورتـُه فقـدتْ وهجَ القـوّة ِ .. عنفَ البركانْ ..
وراح يلفُّ بلا هدفٍ .. في الميدان... فقـدَ العنوانْ.
********************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق