الثلاثاء، 10 ديسمبر 2019

قال الراوي ( الحلقة 9 ) بقلم الدكتور سليم أحمد حسن

قــــــــال الـــــــــراوي ..  [ 9 ]
المستشـار د. سـليم أحمـد حـسن ـ الأردن

*********************************
"الراوي "، شخصية شعبية يتـذكّرها الكبار، ويتـذكّـــرون
معها زمنـا جميــلا، كان يتحدّث عن بطـــولات / أبـــو زيـد
الهلالي وعنترة.
أما راي اليوم، فهو رجـــل مهزوم مقهـور، يحمــل كامــيرا
حـديثة يصور بها أدقّ وأصدق تفاصيل واقـــعـنـا..
ولكنه أطـال لسـانه، ولم يعـد السكوت عليه ممكـنًـا فاختـفى..
********
يُحكى أن رجلاً في سن الكهولة تزوج زوجةً ثانيــــة، وكانت واحــــدة من زوجاته تُدعى « حانا » والأخـرى تدعى «مانا»، وكان عنـدما يأتي إلى الصغــــرى تدلـّله وتلاطفه في الكلام وتمسح على وجهه، وتـنزع  بعض الشعرات البيضاء من لحيته حتى يبـدو أكــــثر بابـًا ليتناسب مع جيلها.                                            
أما الكبرى فقـد أصابــتها نــار الغـــيرة وبـدأت تقلّد ضرتها في تصرّفها مع زوجها ومعاملتها له ولكنّها كانت تـنزع الشعرات الســوداء مـن لــحيتــه حــتى يبـدو أكـثر شيبـًا وكهولةً ليتلاءم مــع جيلها هي، وبذلك خلعـت نساء الـرجل شـعر لحيتــه كله. فصار يقول : بين حانا ومانا ضاعت لحانا .
قـــــومُ حـانـا ثــمّ مـانــا ..
نـتـفـوا شــعــرَ لـِحــانــا
**
أســكـتـونـا بوعــــــــود ٍ
وبتسـويـف ٍعـــمـانــــــا
**
بعـدها " سادوا ومـادوا"
وبــلانـا مـا بـلانــــــــــا
**
ورضينـا ما أرادوهُ لنـــا
عــيـشـًـا مُـهـــــــانـــــــا
**
أتعـــبــونـا واســتراحـوا .. وأبـاحــوا واسـتباحـوا ..
ســـــخّــرونـــا كــمــطــايــا .. 
كسِــبــوا كـــلّ الــــمـــزايــا..
وأعادونا إلى عصر السبايا،
ودهــــانــــا ما دهـــــانـــــا
جـــلـــــدونـــــا بــسـيـــاط الـــذلّ.. فـاحْــمـــرّ قــفـانـــــــا ...
هـل ســنبقى مـــثــــلاً ، بين شـعوبِ الأرضِ والذلُ كسانا ..
أم تُــــرانـــا نـنـشــــــدُ الـتّـغــــيــيرَ والله مـــعـــــــانـــــــا؟
********************************

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق