الاثنين، 16 ديسمبر 2019

الجزء 7 من درر الأنام في تاريخ الإسلام - الحكم الأموي - بقلم الرائع السيد الديداموني


الجزء السابع
(در
ر الأنام في تاريخ الإسلام)
الحكم الأُموي
----------------------------
أَمَّا مُعَاوِيَةٌ فَلَمْ أُنْشِدْ بِهِ
غَضَبًا وَلَا ذَمًّا عَلَيْهِ وَلَا جَدَلْ

في حضرة المبعوث كاتب وحيه
ملك الامانة والحفاوة والجلل

يَكْفِيهِ فَرْدٌ مِنْ صَحَابَةِ أَحْمَدٍ
للهِ رَبِّي مَا أَعَزَّ وَمَا أَذَلْ

مَلَكَ الْبِلَادَ وَقَدْ تَمَدَّدَ حُكْمُهُ
حُكْمًا عَظِيمًا فِي رُؤَانَا مُشْتَمِلْ

فَغَزَا بِلَادَ الرُّومِ قَلْبَ دِيَارِهِمْ
بَرًّا وَبَحْرًّا لَا يَهَابُ وَلَا يَكِلْ

أَمَّا بِلَادُ الْقَيْرَوَانِ أَجَلَّهَا
صَارَتْ عَرُوسًا تُحْتَفَى بَيْنَ الدِّوَلْ

عَبَرَ الْبِحَارَ وَمَدَّ فِي غَزَوَاتِهِ
بِالْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ فَتْحًا مُكْتَمِلْ

فِيمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مَدَّدَ فَتْحَهُ
فَغَزَا بِلَادَ الْغَرْبِ سَهْمًا لَمْ يَمَلْ

رَضِيَ الْإِلَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ كُلِّهَا
فِي كُلِّهِمْ رَشَدٌ قَوِيمٌ قَدْ نَزَلْ

فَمَضَى مُعَاوِيَةٌ ومُلِّكَ بَعْدَهُ
مِمَّنْ أَصَابَ وَمَنْ أَضَلَّ وَمَنْ أَكَلْ

ذَاكَ الْمَنُوطُ بِحُكْمِهِمْ وَفِعَالِهِمْ
مَا بَيْنَ جَوْرٍ وَاعْتِدَالٍ بِالْجَدَلْ

فَاللهُ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ اللُّقَى
بِقَضَائِهِ فَضْلٌ وَعَدْلٌ لَا يُضَلْ

خَلَقَ الْحَيَاةَ جَلِيلَهَا وَكَلِيلَهَا
كَتَبَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا مُنْذُ الْأَزَلْ

لَيْسَتْ هِيَ الدُّنْيَا كَمَا شَاؤُوا بِهَا
فِيهَا يُجَازَى مَنْ أَصَابَ وَمَنْ نَكَلْ

(عمر ابن عبد العزيز)
----------------------------
فَأَتَى أَبُو حَفْصٍ وَمُلِّكَ بَعْدَهُمْ
عُمَرٌ وَصَارَ الْخَيْرُ فَيْضًا يَنْهَمِلْ

وَمَضَى عَلَى نَهْجِ الْخِلَافَةِ حُكْمُهُ
عَنْ جَدِّهِ الْفَارُوقِ قَوَّمَ وَاعْتَدَلْ

رَدَّ الْمَظَالِمَ وَاسْتَقَامَ بِعَدْلِهِ
وَبَدَتْ لَهُ كُلُّ الْمَدَائِنِ تَحْتَفِلْ

عَامَانِ حَاكِمُهَا وَخَمْسَةُ أَشْهُرٍ
عَهْدٌ قَصِيرٌ لَا يَطُولُ بِه الطِّيَلْ

مُلِئَتْ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ بِعَهْدِهِ
خَيْرًا جَزِيلًا قَدْ تَكَاثَر وَانْسَجَلْ

ذَاكَ الْقَوِيمُ بِعَدْلِهِ وَسَلَامِهِ
كَالنَّجْمِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ إِذَا أَطَلْ

نَشَـرَ العُلُومَ مَنَارَةً لِبلادِنـَا
وَبهَا الشَّريعَةُ والمَعَارِفُ في الأُوَلْ

رفَعَ المَظَالِمَ بالتَّسَامُحِ والرِّضَا
وأَقَـامَ حَـدَّ اللهِ فِـينَا واعْـتَـدَلْ

في نُصْرَةِ المَظْـلُومِ سَيْفًا قَاضِبًا
ومُهَـيْمِـنًا أَمَّ البلادَ بمَـا عَـقَـلْ

عمّ الأمان على البقاع بأسرها
والكائنات الصمّ لا تخشى الدَغَلْ

فَالذِّئْبُ يِأْمَنُهُ الْقَطِيعُ إِذَا رَعَى
وَالنَّسْرُ طَارَ مَعَ الْحَمَائِمِ وَالْحَجَلْ

للهِ فِي عَهْدٍ تَنَعَّمَ وَاحْتَفَى
دُرٌّ تَنَاثَرَ فِي الْمَدَائِنِ وَانْسَدَلْ

صَلُّوا عَلَى آلِ النَّبِيِّ وَصْحِبِهِ
وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِدَرْبٍ مُتَّصِلْ

خَيْرُ الْأَخِلَّةِ هُمْ أَخِلَّةُ أَحْمدٍ
أَهْلُ التَّقَاوَةِ وَالْحَفَاوَةِ وَالْعَمَلْ

هُمْ خِيرَةُ الْأَصْحَابِ مِنْ بَيْنِ الْمَلَا
نورٌ تَلَأْلَأَ لَا تُوارِيهِ الظُّلَلْ

طَرِبَ الْفُؤَادُ عَلَى مَدَائِحِ ذِكْرِهِمْ
وَطَفَى عَلَى كُلِّ الْمَعَازِفِ وَالْغَزَلْ

السيد الديداموني (يناير 2019)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق