الأحد، 22 ديسمبر 2019

مَصيَفُُ يُعانِقُ السَحاب بقلم الرائع عبد الكريم الصوفي

(
مَصيَفُُ يُعانِقُ السَحاب )
بَلدَةُُ تَرنو النُفوسُ لَها وتَطرَبُ
تَرَبٌَعَت فَوقَ الذُرى تَجوبُها السُحُبُ
تَنمو بِها الباسِقات ... وفي الهِضابِ يَلعَبُ الأرنَبُ
وعلى الغُصونِ من ( بَلٌُوطِها ) تَرتَعُ السَناجِبُ
كَم غَرٌَدَت شُحرورَةُُ في غابِها ... لِلشُجونِ تُلهِبُ
وبُلبُلُُ يَشدو على فَرعِهِ النَضِرُ
لَحنهُ ذاكَ الشَجيٌُ ... لِلعاشِقين مَذهَبُ
تَمايَلَت صَبيٌَةُُ لامَس سَمعَها شَدوهُ ... لِلحَبيبِ تَرقُبُ
كَأنٌَما البَلابِلُ إن غَرٌَدَت فإنٌَما لِعِشقِها وَحدَها تُغَرٌِدُ
وتِلكَ مَحزونَةُُ غابَ فارِسُها ... لِفِكرِها تُقَلٌِبُ
لا تَرى في شَدوِها إلا نَذيراً يَندُبُ
تَضاحَكَت صَبيٌَةُُ من لَحنِهِ التَغريد ... في المَزيدِ تَرغَبُ
وغادَةُُ حَزِنَت من لَحنِهِ ... تَكادُ تَنتَحِبُ
الشَدوُ واحِدُُ ... وإنٌَما المَشاعِرُ تَنافَرَت ما بَينها الشُعَبُ
عِنَبُُ قَد تَراهُ غادَةُُ ( حُصرُماً )
( وحُصرُمُُ ) في عَينِ أُخرى كَأنٌَهُ ناضِجُُ عِنَبُ
سُبحانَهُ رَبٌُ العِباد ... لِلقُلوبِ حينَما يُقَلٌِبُ
يالَلنَسيمِ بارِداً يُنعِشُ أرواحَنا ... لِحَرٌِنا يُذهِبُ
تَصفو بِهِ نُفوسَنا وتَرتَقي وتَعذُبُ
وفَجأةً ظَهَرَ الفارِسُ ... والغادَةُ المَحزونَةُ لَم تَزَل تَندُبُ
فأشرَقَ وَجهها فَرَحاً ... يا لَلٌِقاءِ كَم بِهِ تَرغَبُ
فَذَكَرتُ عِندَها غادَتي حينَما رَحَلَت ... تَفصُلُ ما بَينَنا الحُجُبُ
وبَيتُها في ( المَصيفِ ) لم يَزَل شاغِراً يُجدِبُ
هَل يا تُرى قَد شاقَها التَغريدُ ؟
أم لَم يَزُل يَزَل لِنَفسِها مُحَبٌَبُ ؟
فَغَرٌَدَت عُصفورَةُُ في عِشٌِها ... كَأنٌَها عَن خاطِري تَسألُ
تَقولُ لي ... لا يوجِفُ الفارِسُ خيفَةً بَل يُقبِلُ
انظُر إلى رَوضِها قَد أزهَرَت فيهِ الوُرود
والزَنبَقُ يَنتَشي كَذلِكُ القُرُنفُلُ
عادَت لَكَ الغادَةُ يَموجُ في حَقلِها السُنبُلُ
قَد شاقَها التَغريد ولَحنُهُ الأوٌَلُ
قُلتُ في خاطِري ... مَرحى لَها البَلابِلُ
بقلمي
المحامي عبد الكريم الصوفي
اللاذقية ..... سورية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق