الجمعة، 23 مارس 2018

زلة لسان بقلم الرائع عبد العظيم كحيل


زلة لسان

قلتُ للكلب 
أنت طيب وجميل
و بِنُورك تهتدي الكلاب 
والله لا أعلم ما قلته 
مُجرد زلة لسان!
صَدَّقَ نفسه
وعلا متفاخراً
ووقف منتصباً 
على زيله يعوي
و ينشد نشيد الكلاب...
أنا الكلب أنا 
وما أدراك من أنا!
مُغفل ناشدني مديحا
امتدح بي الوفاء 
و الإخلاص لصاحبي 
و حارس أمين...
أنا الكلب الأمين لصاحبي...

زلة لسان قُلتها !
لم أعلم بأن ذلك الحيوان
كلب من كلاب البراري
من عصبة الكلاب الجائعة
عصابة تنهش الأبدان
لا ترحم تأكل أبنائها
تأكل أبناء جلدتها
لا تعنيها صلة الأرحام...
وان كانت بُطونُها ممتلئة
أو فارغة 
طبع اللِئام...
كيلاهما للئيم سَيَان...

مرض الكلب في جَوْفهم 
تتمايل بطونهم 
على عروشهم
يسندونها على مساند
من جماجم فرائس 
افترسوها
يقدمونها 
على أنها موائد الرحمن...

كلاب صناعة محلية!
نحن من صنعناها
صعاليك ورؤساء وزعماء
فوق رؤوس المواطنين
فوق رؤوس أمتي
فوق رؤوس عشيرتي
فوق رؤوس بعض أهالينا
ومن سيد عدو لهم ولنا!
ثقافة اغترفوها 
وتبنوها...

سَيَدوهم علينا 
والذبح لنا ! 
نحن ولائم للأسياد!
بصيد الكلاب... 
كلاب الحراسة الأسياد...
الكلب كلب 
ولو طوقته بالذهبِ
وذنب الكلب 
وضع في ألقالبِ
أربعون عام حتى يستقيم
ما استقام 
عاد واعوجا...

وذنب زعمائنا... 
و الجهلة من امتنا... 
وضِع في القالب
أربعون عاماً 
ازدادوا أربعون عاما
من القرن الماضي
ما استقاما 
وما ازداد إلا اعوجاجا! 
وازداد فسادا وتوحشا ...

إن الله لا يغير ما بقوم 
حتى يغيروا ما بأنفسهم...
اللهم اهدنا رَشَدا...

عبد العظيم كحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق