الأحد، 3 مارس 2019

يا ليل بقلم الرائع رؤوف رشيد



... يا ليـلُ .. ( على نمط الأدب الصوفي )
...
يـا ليـلُ إنَّـكَ عــابِـرٌ كالغـادِيـــاتِ مُهاجِـرٌ و الـكَوْنُ بين خوالِـدٌ و سَــديــمُ
الصَّمْتُ يصْدَحُ في العَنا و العِشْقُ أبْرأَ مَنْ عَنَىَ و البَدْرُ قاب الفَرْقَدَيْنِ تَميمُ
يا ليلُ سَجْعُكَ سُلْوَتي و الجَرسُ فيك سِرارتي و رِحالُ رَحْلِك زاهِدٌ و هَميمُ
فـيـكَ الوَقـــارُ سَــبِيَّةٌ و كذا الفَـقــارُ سَـــنِيََّةٌ و الصَّـمْتُ بين القبلتينِ كَـلـيــمُ
...
مـا مِـن بَـراءَةِ عَــبرةٍ تَـفْـــتَرُّ حــين تبتُّــلِِ إلا و أفْــئِـــدَةُ العُـيــونِ تَهـيـــمُ
الـمُحْصَناتُ قَـرائِـنٌ للعاكفـينَ من الـوَمَى و الوارِعـاتُ من العَوانِ طَـمـيـمُ
و الحـافِـظاتُ موائِــلٌ للواعِـدينَ من الورىَ و لكُـلِّ مَنْ بين العِـبـادِ سَـنيــمُ
لَيْـلُ العَـمـائِـم زاخِــرٌ بالـعـارفـيـنَ و زاهِــرٌ و الفَـرْقــدانِ مُكَــبِّرٌ و مُقـيـمُ
...
يا ربُّ إنِّـي من عُـصـاتِـكَ سـالِمٌ و عن النَّجـائِبِ ســائلٌ و لمن أتـاكَ نَديــمُ
إنَّ الضَّـراعَـةَ سِـدْرَةٌ للخـاشـعـينَ و دُرَّةٌ و الوَجْــدُ حـالٌ و المِـدادُ عَـظـيـمُ
و كذا الوراعَـــةَ غُـــرَّةٌ تعْـلو الجِـبـــاهَ و قُـــرَّةٌ للذَّاكـرينَ و للعَـذارِ نَـعـيـمُ
و العاكـفاتُ زواهِـــدٌ و الطَّـائِفـين شـواهِـدٌ و عـلى غِـرارِ الغانيـاتِ أثـيــم
...
رُحْماكَ يا رَبَّ الورى رُحْماكَ من سَكَنَ الثَّرى رحماكَ إنَّـكَ للأنامِ رَحيــمُ
إنِّـي أتيتُكَ و الذنوبُ غمائم و العمر يركض و النَّحيبُ على المَشيبِ مُـليـمُ
فـلمَنْ ألوذُ بكبوتي و اللَّومُ جارَ بعِـزَّتي و الـرَّحْلُ يَـرْحَلُ و الهَزيـمُ سَـقـيـمُ
و الغانياتُ كما الحُسومِ نوائبٌ و الصابئون من العُـصاة مساهِـرٌ و رَجـيـمُ 
...
يـا ليـلُ رسْـلُكَ فـالعِـرابُ شَــواردٌ و العاديـاتُ بَـواردٌ و الموريـاتُ عَـميـمُ 
و الصَّافناتُ على النجادِ حَـمــائـمٌ و الضَّـارياتُ غَـبائنٌ يَنضَىَ لها التـأثيــمُ
يا ليل ويحُك و الهوى يَرْفو جَوارِح مَنْ هَوى و حداء مُزْنِكَ دامِسٌ و ظليم
و لكـل سَــمْـقِِ في السَّــماءِ مَفــازةٌ و لكـلِ ذَرْعٍ موطِـئٌ يسْـعَى له التَّعْـتيــمُ
...
يا رب إنـي ما سَـلَوْتُ بنَـذْوَةٍ و العُمْر يمضي و المَـنَى بين الضُّلوعِ حَميـمُ
فـارْفـق بقـلبي ما سَــما دونَ العُـصـاةِ و ما هَـمَـى و العَـفـو فـيـك صَـمـيـمُ
مـا من أسِــيرِِ ســاجِـدٍ لله في طُــلَمِ الدُّجـى إلاَّ و في سُــننِ الوقـــار يهـيــمُ
طوبى لمن عَــبَر الجَهامَ مُحَجَّـلاً و قَضَى المَرامَ مُجَـلَّلا فـصفى له التكريمُ
.
بقلمي دكتور رؤوف رشيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق