الجمعة، 15 مارس 2019

ديوان ( درر الأنام في تاريخ الإسلام ) بقلم الشاعر السيد الديداموني


(قصيدتي عن أركان الإسلام كاملة عدد أبياتها 110)
(للسيد الديداموني)
بِسْمِ الَّذِي مِنْ فَضْلِهِ أَعْطَانِي
وَتَطَيَّبَتْ بِفُرُوضِهِ أَلْحَانِي
كُلُّ الْفُرُوضِ أُصُولُهَا وَفُرُوعُهَا
مِنْ مُحْكَمِ الْآيَاتِ فِي الْفُرْقَانِ
نَصَّ الْإِلَهُ بِفَرْضِهَا وَوُجُوبِهَا
قَوْلُ النَّبِيِّ هُوَ الدَّلِيلُ الثَّانِي
إِسْلَامُنَا صَرْحٌ تَعَدَّدَ رُكْنُهُ
قَدْ جَاءَنَا خَمْسًا بِلَا نُقْصَانِ
 (1)
*********(شَهَادَةُ التَّوْحِيدِ)***********
فَشَهَادَةُ التَّوْحِيدِ رُكْنٌ ثَابِتٌ
تَعْدَادُهَا فِي أَوَّلِ الْأَرْكَانِ
اللهُ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَهُ بِلَا
وَلَدٍ وَلَا أُمٍّ وَلَا كُهَّانِ
فِي سُوْرَةِ الْإِخْلَاصِ رَبٌّ وَاحِدٌ
وَلَهُ النَّعِيمُ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ
وَهُوَ الْمُمَجَّدُ وَاحِدٌ بِكَمَالِهِ
وَهُوَ الْكَرِيمُ وَصَاحِبُ الْغُفْرَانِ
رَفَعَ السَّمَاءَ بِلَا سَوَارٍ تَحْتَهَا
وَتَجَمَّلَتْ بِلَآلئٍ وَجُمَانِ
قَمَرٌ وَشَمْسٌ وَالنُّجُومُ بِضَوْئِهَا
تِلْكَ اللَّآلِئُ فِي سَمَا أَوْطَانِي
وَمُحَمَّدٌ خَيْرُ الْخَلَائِقِ ذِكْرُهُ
قَدْ جَاءَ فِي الْإِنْجِيلِ بِاسْمٍ ثَانِ
هُوَ أَحْمَدٌ مَعْنَاهُ حَمْدٌ قَادِمٌ
وَمُتَيَّمٌ بِالذِّكْرِ وَالْإِيمَانِ
وَهُوَ الرَّسُولُ كَذَا النَّبِيُّ كَرَامَةً
وَدَلِيلُهُ الْقُرْآنُ خَيْرُ بَيَانِ
صَلُّوا عَلَى عَلَمِ الْهُدَى وَتَطَيَّبُوا
مِن ذِكْرِهِ بِمَحَبَّةِ الرَّحْمَنِ
 (1 )************(الصَّلَاةُ)***************
صَلِّ الْفَرَائِضَ لَا تُؤَجِّلْ وَقْتَهَا
وَيْلٌ لِكُلِّ مُمَاطِلٍ كَسْلَانِ
مَنْصُوصَةٌ لَمْ يَخْتَلِفْ فِي فَرْضِهَا
مِنْ مُسْلِمٍ إِنْسٌ وَلَا مِنْ جَانِّ
أَتْمِمْ وُضُوءَكَ وَاسْتَقِمْ لِأَدَائِهَا
وَابْدَأْ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ وَلْهَانِ
للهِ رَبِّكَ عَابِدٌ مُتَعَبِّدٌ
حَتَّى تَنَالَ مَرَاتِبَ الْإِحْسَانِ
فَصَلَاتُنَا لِلِّدينِ رُكْنٌ قَائِمٌ
بِصَلَاحِهَا مَلَأَ الْهُدَى وِجْدَانِي
وَعِمَادُ دِينِ اللهِ شِرْعَةُ دِينِنَا
بِفَسَادِهَا فَسَدَتْ بِهَا أَرْكَانِي
بَعْدَ الشَّهَادَةِ عَدُّهَا وَعَتَادُهَا
فُرِضَتْ بِأَمْرِ الْمَالِكِ الدَّيَّانِ
فِي لَيْلَةِ الْإِسْرَاءِ أُوحِيَ فَرْضُهَا
خَمْسًا مِنَ الصَّلَوَاتِ دُونَ تَوَانِ
عَنْ كُلِّ يَوْمٍ لَيْلِهِ وَنَهَارِهِ
مَا مِنْ مَزِيدٍ فِيهِ أَوْ نُقْصَانِ
إِذْ كُلُّ فَرْضٍ قَائِمٌ بِأَذَانِهِ
مَا إِنْ تَطَرَّقَ مَسْمَعَ الْآذَانِ
نَسْعَى لِذِكْرِ اللهِ ذَاكَ فَلَاحُنَا
لَا بَيْعَ يُوقِفُنَا عَنِ الرِّضْوَانِ
تَكْبِيرَةُ الْإِحْرَامِ أَوَّلُ رُكْنِهَا
وَخِتَامُهَا التَّسْلِيمُ عَنْ إِيمَانِ
فِيهَا أَقُومُ إِلَى الْإِلَهِ مُخَاطِبًا
مُتَعَبِّدًا بِالذِّكْرِ وَالْقُرْآنِ
نَأْتِي صَلَاةً لَا رِيَاءَ بِهَا وَلَا
نَفْسًا هَوَتْ فِي الظُّلْمِ وَالْبُهْتَانِ
ظُهْرٌ وَعَصْرٌ وَالْعِشَاءُ صَلَاتُهُمْ
قَصْرًا لِكُلِّ مُسَافِرٍ بِمَكَانِ
يَقْضِي لِكُلٍّ رَكْعَتَيْنِ كَمَا قَضَى
خَيْرُ الْخَلَائِقِ سَيِّدُ الْأَكْوَانِ
أَمَّا بِمَغْرِبِنَا وَفَجْرِ صَبَاحِنَا
أَتْمِمْ فَلَا قَصْرًا بِذَاكَ الشَّانِ
فَضْلُ الصَّلَاةِ عَلَى الَّذِي قَدْ قَامَهَا
نُورٌ أَتَى فِي الْوَجْهِ كُلَّ أَوَانِ
تَمْحُو ذُنُوبًا قَدْ أَحَلَّتْ قَبْلَهَا
مَا لَمْ تَكُنْ بِكَبِيرَةِ الْعِصْيَانِ
مِثْلِ الرِّبَا بِفُجُورِهِ أَوْ غَيْرِهِ
مِنْ قَاتِلٍ أَوْ سَارِقٍ أَوْ زَانِ
تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْبَغْيِ الَّذِي
أَوْحَى إِلَى الْوَيْلَاتِ وَالطُّغْيَانِ
زَادُ النُّفُوسِ وَضَيُّهَا وَدَوَاؤُهَا
وَغِنَاؤُهَا بِالنُّورِ وَالْإِيمَانِ
 (3) ***********(الزَّكَاةُ )*************
إنَّ الزَّكَاةَ عَلَيْكَ رُكْنٌ وَاجِبٌ
مِثْلُ الصَّلَاةِ كِلَاهُمَا سِيَّانِ
يَا مَانِعًا لِزَكَاةِ مَالِكَ إِنَّهَا
حَقُّ الْفَقِيرِ عَلَيْكَ بِالْإِتْيَانِ
فَالْمَالُ مَالُ اللهِ إِنْ تَبْخَلْ بِهِ
سَتَبُوءُ يَوْمَ الْعَرْضِ بِالْخُسْرَانِ
قَدْ قَالَهَا رَبِّي وَعَدَّدَ ذِكْرَهَا
مَنْصُوصَةً بِالنَّقْلِ وَالتِّبْيَانِ
وَإِذَا عَزْمْتَ لِطِيبِ نَفْسٍ فَالْتَزِمْ
فِي فِعْلِكَ الْمَذْكُورِ بِالْإِحْسَانِ
هِيَ فِي النُّقُودِ بِنِسْبَةٍ مَعْلُومَةٍ
وَالْحَبُّ بِالْمِكْيَالِ وَالْمِيزَانِ
يَا مَنْ تَرَى الصَّدَقَاتِ تُنْقِصُ مَالَنَا
فَلَقَدْ جَهِلْتَ بِحِكْمَةِ الرَّحْمَنِ
صَدَقَاتُ مَالِكَ وَالزَّكَاةُ كِلَاهُمَا
مِنْ طِيبِ رِزْقِكَ دُونَمَا نُقْصَانِ
يَا فَاعِلَ الْخَيْرَاتِ زِدْ مِنْ فِعْلِهَا
 فَرَصِيدُهَا يَبْقَى بِكُلِّ زَمَانِ
 هِيَ زَادُنَا قَبْلَ الْمَمَاتِ وَبَعْدَهُ
 نَلْقَى بِهَا خَيْرَ الْوَرَى بِجِنَانِ
 وَتُطَهَّرُ الْأَمْوَالُ فِي إِنْفَاقِهَا
 وَكَذَا النُّفُوسُ بِقَوْلِ مَنْ سَوَّانِي
 وَنَزِيدُ قُرْبًا لِلإِلَهِ بِفِعْلِهَا
 فَدَلِيلُهَا فِي مَجْمَعِ الْقُرْآنِ (4 )**********(الصِّيَامُ )************
وَصِيَامُنَا قَدْ جَاءَ رُكْنًا رَابِعًا
 بِحُلُولِ شَهْرِ الْعَفْوِ وَالْغُفْرَانِ
 وَهَدِيَّةُ الرَّحْمَنِ خَيْرُ هَدِيَّةٍ
 مَمْلُوءَةٍ بِالنُّورِ وَالْإِيمَانِ
 مِنْ فَضْلِهِ الرَّحَمَاتُ وَالْعَفْوُ الَّذِي
 بِخِتَامِهِ عِتْقٌ مِنَ النِّيرَانِ
 لَمْ يَقْتَصِرْ بِطَعَامِنَا وَشَرَابِنَا
 فَالنَّفْسُ دَائِبَةٌ عَلَى الْعِصْيَانِ
 وَالْعَيْنُ نَاظِرَةٌ تَلَاهَا مَسْمَعِي
 وَسَوَاعِدِي وَأَنَامِلِي وَلِسَانِي
 إِنْ لَمْ تَصُمْ تِلْكَ الجَوَارِحُ مَا لَنَا
 صَوْمٌ سَلِيمٌ قَائِمٌ بِتَفَانِ
 قَدْ جَاءَ طُهْرًا لِلنُّفُوسِ بِزُهْدِهَا
 وَنَقَائِهَا مِنْ مُجْمَلِ الْأَضْغَانِ
 وَتَطِيبُ نَفْسُكَ لِلْفَقِيرِ إِذَا أَتَى
 أَوَ مَا رَأَيْتَ بِجَائِعٍ عَطْشَانِ
 وَيُطَهِّرُ الْأَبْدَانَ مِنْ أَمْرَاضِهَا
 وَكَذَا العُقُولَ كَثِيرَةَ النِّسْيَانِ
 قَدْ قَالَ أَهْلُ الطِّبِّ فِي إِتْمَامِهِ
 بِصَوَابِهِ فِي الْعَقْلِ وَالْأَبْدَانِ
 لِصِيَامِنَا الْمَفْرُوضِ عِدَّةُ أَوْجُهٍ
 وَلِكُلِّ صِنْفٍ عِدَّةٌ بِبَيَانِ
 صِنْفُ الْمُقِيمِ المُسْتَقِرِّ بِأَرْضِهِ
 مُتَكَامِلًا فِي صِحَّةِ الْبُنْيَانِ
 فَعَلَيْهِ مِنْ إِتْمَامِ شَهْرٍ كَامِلٍ
 فِي وَقْتِهِ الْمَعْدُودِ فِي رَمَضَانِ
 أَمَّا الْمَرِيضُ يَصُومُ بَعْدَ شِفَائِهِ
 فَيَعُودُ مَا قَدْ فَاتَ بِالْإِمْكَانِ
 وَإِلَى المُسَافِرِ رُخْصَةٌ لِصِيَامِهِ
 حَتَّى يُقِيمَ بِمَوْطِنٍ وَمَكَانِ
 أَمَّا الْوِلَادَةُ لِلنِّسَا أَوْ طَمْثُهَا
 تَبَقَى بِلَا صَوْمٍ لِوَقْتٍ ثَانِي
 فَإِذَا نَقَتْ وَتَطَيَّبَتْ لِصِيَامِهَا
 فَتُعِيدُ مَا قَدْ فَاتَ مِنْ حُسْبَانِ
 وَعَلَى الْمَرِيضِ إِذَا يَئِسْتَ شِفَاءَهُ
 وَكَذَا الضَّعِيفِ وَجُمْلَةِ الشِّيبَانِ
 كَفَّارَةٌ مَعْلُومَةٌ يَقْضُونَهَا
 أَوْ مَنْ يَعُولُ بِهِمْ كَخَيْرِ مُعَانِ
 إِطْعَامُ مِسْكِينٍ بِقَدْرِ طَعَامِهِ
 عَنْ كُلِّ يَوْمٍ فَاتَ مِنْ هِجْرَانِ
 طُوبَى لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ وَصْفُهَا
 فَوْقَ اكْتِمَالِ الحُسْنِ فِي الْأَذْهَانِ
 وَلَهُمْ بِأَبْوَابِ الْجِنَانِ خِيَارُهَا
 بَابُ النَّجَاةِ بِجَنَّةِ الرَّحْمَنِ
 لِلصَّائِمِينَ أُعِدَّ لَيْسَ لِغَيْرِهِمْ
 طِبْتُمْ وَطَابَ العَدُّ لِلرَّيَّانِ
 (5 )*********(الْحَجُّ )************
الْحَجُّ فَرْضٌ قَائِمٌ فِي دِينِنَا
 وَبِهِ شُرُوطٌ عِدَّةٌ بِبَيَانِ
 عَقْلٌ وَإِسْلَامٌ وحُرٌّ بَالِغٌ
 وَالْإسْتِطَاعَةُ حُكْمُهُمْ صِنْوَانِ
 مَا إِنْ أُخِلَّ بِهِمْ فَلَا فَرْضٌ إِذًا
 أَوَ مَا أُخِلَّ بِوَاحِدٍ أَوْ ثَانِي
 أَمَرَ الْإِلَهُ بِفَرْضِهِ وَوُجُوبِهِ
 آيَاتُهُ فِي مُحْكَمِ الْفُرْقَانِ
 هُوَ خَامِسُ الْأَرْكَانِ جَاءَ تَمَامَهَا
 فَبِهِ نَنَالُ العَفْوَ بِالْغُفْرَانِ
(فِي التِّرْمِذِيِّ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَوَى)
 بِحَدِيثِ خَيْرِ الْخَلْقِ كُلَّ زَمَانِ(
 يَنْفِي ذُنُوبِي ثُمَّ فَقْرِي مِثْلَهَا
 وَثَوَابُهُ هُوَ جَنَّةُ الرَّحْمَنِ
 حَتَّى أَعُودَ كَمَا بِدَا مِيلَادُنَا
 طُهْرًا بِلَا ذَنْبٍ وَلَا طُغْيَانِ
 أَسْعَى إِلَى الْإِحْرَامِ مِنْ مِيقَاتِهِ
غُسْلًا بِلَا طِيبٍ عَلَى الْأَبْدَانِ
 وَلَفَفْتُ جِسْمِي مَا يُوَارِي سَوْأَتِي
 وَكَأَنَّهُ كَفَنِي عَلَى جُثْمَانِي
 نَمْضِي بِلَا رَفَثٍ وَلَا فِسْقٍ وَلَا
 نَأْتِي النِّسَا فَالْكُلُّ فِي هِجْرَانِ
 وَالصَّيْدُ مَمْنُوعٌ كَذَاكَ جِدَالُنَا
 مَنْعًا صَرِيحًا جَاءَ فِي الْقُرْآنِ
 فَقَصَدْتُ مَكَّةَ والْحَجِيجَ مُلَبِّيًا
 لِنِدَاءِ رَبِّي مَالِكِ الْأَكْوَانِ
 فَأَنَالُ خَيْرَ حَفَاوَةٍ وَأَجَلَّهَا
 عَفْوَ المُهَيْمِنِ فَرِحَةً تَلْقَانِي
 أَسْعَى إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ بِأَرْضِهِ
 أَقْضِي الْمَنَاسِكَ سَاعِيًا بِتَفَانِ
 يَأْتِي إِلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ جَمِيعُهُمْ
 مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَامِرٍ وَمَكَانِ
 جُمِعُوا بِبَيْتِ اللهِ دُونَ تَعَظُّمٍ
 بَيْنَ الْفَقِيرِ وَصَاحِبِ السُّلْطَانِ
 سَأُقَبِّلُ الْحَجَرَ الْكَرِيمَ وَكَعْبَتِي
 أَوْ أَنْ أُشِيرَ بِأَعْيُنِي وَبَنَانِي
 وَأَطُوفُ حَوْلَ الْبَيْتِ سَبْعًا ذَاكَرًا
 لَبَّيْكَ يَا رَبِّي بِكُلِّ كَيَانِي
أَنْفَقَتْ مَالِي لَا أُرِيدُ سِوَى رِضَا
 رَبِّي فَمَنْ لِي غَيْرُهُ أَغْنَانِي
 إِنَّي أَتَيْتُكَ يَا إِلَهِي خَاشِعًا
 لَبَّيْكَ يَا رَبِّي فَأَصْلِحْ شَانِي
 مُتَوَدِّدًا تَمْحُو ذُنُوبِي كُلَّهَا
 رُحْمَاكَ يَا رَبِّي بِعَبْدٍ جَانِي
 بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ السَّعْيُ الَّذِي
 أَمَرَ النَّبِيُّ بِهِ عَلَى الْإِتْيَانِ
 سَبْعٌ مِنَ الْأَشْوَاطِ نَقْضِي سَعْيَنَا
 شَغَفًا وَحُبًّا يَعْتَلِي وِجْدَانِي
 وَوُقُوفُنَا عَرَفَاتِ رُكْنٌ أَعْظَمٌ
 بَعْدَ الْغُرُوبِ وُقُوفُنَا بِأَوَانِ
 حَمْدًا وَشُكْرًا وَالصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيْ
 يِ الْهَاشِمِيِّ مُرَدِّدًا بِلِسَانِي
 نَدْعُو كَمَا شِئْنَا بِخَيْرٍ بَعْدَهَا
 وَكَأَنَّ قَلْبِي عَالِقًا بِجِنَانِي
 وَإِلَى مِنًى قُمْنَا وَبِتْنَا لَيْلَهَا
 خَيْرُ اللَّيَالِي رَحْمَةً بِمَكَانِ
 فِي حَدِّهَا بِجَنُوبِهَا وَشَمَالِهَا
 مَبْرُوكَةٌ يَا سَاحَةَ الرَّجَوَانِ
 سَبْعٌ فَسَبْعٌ ثُمَّ سَبْعٌ بَعْدَهَا
 جَمَرَاتُنَا تُلْقَى عَلَى الشَّيْطَانِ
 وَأَشُدُّ فِي رَمْيِي بِقُوَّةِ سَاعِدِي
 خَصْمًا أَصَابَ الْقَلْبَ بِالْعِصْيَانِ
 حَتَّى أَعُودَ إِلَى الطَّوَافِ مُوَدِّعًا
 وَالدَّمْعُ سَالَ لَهُ عَلَى الْأَجْفَانِ
*****************************
إِسْلَامُنَا صَرْحٌ تَعَدَّدَ رُكْنُهُ
قَدْ جَاءَنَا خَمْسًا مِنَ الْأَرْكَانِ
وَبِهِمْ أُمِدَّ الصَّرْحُ فِي عَلْيَائِهِ
مُتَمَاسِكًا فِي أَعْظَمِ الْبُنْيَانِ
وَلِكُلِّهِمْ رُخَصٌ أَتَتْ يُقْضَى بِهَا
جَاءَتْ لَنَا فِي النَّقْلِ مِنْ بُرْهَانِ
فَالدِّينُ يُسْرٌ جَاءَ لَا عُسْرًا بِهِ
قَدْ مَدَّنِي رَبِّي بِهِ وَهَدَانِي
تِلْكَ اللَّآلِئُ نُظِّمَتْ بِأَنَامِلِي
مَمْلُوءَةً بِالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ
حُبُّ الْإِلَهِ كَذَا النَّبِيِّ كِلَاهُمَا
نُورٌ أَتَى بِالْقَلْبِ قَدْ أَحْيَانِي
فَأَمَدَّنِي حَرْفًا جَمِيلًا صَادِقًا
وَوِصَالُهُ يَشْتَدُّ بِالْأَشْطَانِ
فَرِدَاؤُنَا حَسَنٌ بِطِيبِ خَلَاقِنَا
وَصُرُوحُنَا سِلْمٌ بِلَا عُدْوَانِ
**&*&&&*************************
الجزء الأول (درر الأنام في تاريخ الإسلام)
**********************
دَعْ مَنْ تَرَنَّمَ بِالْمَدَائِحِ وَالْغَزَلْ
وَاسْمُو بِحَرْفِكَ بَيْنَ أَجْدَادِ الْأُوَلْ
هُمْ لِلْكَوَاكِبِ حُسْنُهَا وَضِيَاؤُهَا
نُورُ الْهِدَايَةِ دُونَهُمْ لَا يَكْتَمِلْ
هُمْ دُرَّةُ الْإِسْلَامِ هُمْ تِيجَانُهُ
أَهْلُ الْمَنَارَةِ وَالْبُطُولَةِ وَالْجَلَلْ
دَعْ مَا تَنَاقَلَ مِنْ أَسَاطِيرِ الْوَرَى
إِلَّا الَّتِي قَدْ قَادَهَا خَيْرُ الرُّسُلْ
تِلْكَ الْحَفَاوَةُ فِي رِيَاضِ مُحَمَّدٍ
كَمْ غَزْوَةٍ رُبِحَتْ بهِ حِينَ اقْتَتَلْ
نَشَرَ الْمَحَبَّةَ وَالسَّلَامَةَ بَيْنَنَا
فَتَمَاسَكَتْ أَوْصَالُنَا بَيْنَ الدُّوَلْ
هِيَ دَوْلَةُ الْإِسْلَامِ عُظِّمَ شَأْنُهَا
بِقِيَادَةِ الْمَبْعُوثِ فِيمَا قَدْ نَزَلْ
فَرُمُوزُهَا أَبْطَالُهَا وَمُلُوكُهَا
مَلَكُوا الْمَشَارِقَ وَالْمَغَارِبَ إِنْ تَسَلْ
بَلْ مَا ارْتَضَوْا لِلْحَرْبِ إِلَّا بَعْدَ مَا
جَارَ الْعَدُوُّ فَخَابَ فِيهِمْ وَاسْتَذَلْ
مِثْلَ الصَّوَاعِقِ إِنْ أَحَلَّ قُدُومُهُمْ
أَرْضَ الْمَعَارِكِ تُسْتَشَاطُ وَتَرْتَجِلْ
وَسُيُوفُهُمْ حَدْبَاءُ عِنْدَ بَرِيقِهَا
تَغْزُو الرِّقَابَ بِضَرْبَةٍ لَا تُمْتَثَلْ
غَزَوَاتُنَا نَصْرٌ تَمَالَكَهُ الْبَقَا
فَجِهَادُنَا عَنْ دِينِنَا لَا يَنْفَصِلْ
عَدَدٌ ثَمَانِيةٌ وَعِشْرُونَ انْقَضَتْ
غَزَوَاتُنَا نَصْرٌ عَظْيمٌ قَدْ جَذَلْ
أَقْوَاهُمُو أَسْمَاهُمُو أَغْزَاهُمُو
فِي فَتْحِ مَكَّةَ وَالْجَمِيعُ قَدِ ابْتَهَلْ
قَدْ كَسَّرُوا الْأَصْنَامَ فِي أَرْجَائِهَا
نَكَثَ الَّذِي عَنْ قَوْلِهِ يَعْلُو هُبَلْ
فَاللهُ أَعْلَى قَدْ أَمَدَّ نَبِيَّهُ
نَصْرًا مُبِينًا جَامِعًا كُلَّ السُّبُلْ
هَذَا أَوَانُ الْحَقِّ جَاءَ بِنَصْرِهِ
وَتَطَهَّرَتْ أُمُّ الْقُرَى مِمَّا عَضَلْ
فَعَفَا النَّبِيُّ عَنِ الْجَمِيعِ وَرَدَّدُوا
أَنْتَ الْكَرِيمُ ابْنُ الْكَرِيمِ كَمَا نُقِلْ
بَطْحَاءُ مَكَّةَ وَالْمَعَاشِرُ أَعْلَنُوا
إِسْلَامَهُمْ نَصْرُ الْإِلَهِ لِمَنْ أَجَلْ
اللهُ يَا اللهُ فِيمَا قَدْ بَدَا
فَرْدًا تَعَظَّمَ فِي الْمَدَائِنِ وَالدُّوَلْ
فَمُحَمَّدٌ خَيْرُ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا
هُوَ سَيِّدُ الثَّقَلَيْنِ بَدْرٌ مُكْتَمِلْ
أَخْلَاقُهُ الْقُرْآنُ مَعْصُومُ الْخَطَا
لَا الذَّنْبُ يُحْمَلُ فِي خُطَاهُ وَلَا الْكَسَلْ
قَدْ جَاءَ يَدْعُو لِلْهِدَايَةِ وَالتُّقَى
وَمَكَارِمُ الْأَخْلَاقِ دِينٌ مُشْتَمِلْ
مِصْبَاحُهُ الْقُرْآنُ مُعْجِزَةُ الْهُدَى
قَوْلٌ رَصِينٌ هَادِيٌ بَرٌّ تَبِلْ
قَدْ أَجْمَعُوا أَهْلَ الْفُجُورِ مَعَ الْبِغَا
ءِ فَأُرْكِسُوا بَيْنَ التَّدَاعِي وَالْفَشَلْ
قَوْلُ الْإِلَهِ فَلَا يُبَارِي حَرْفَهُ
شِعْرٌ وَلَا قَوْلُ الْهُوَاةِ وَلَا الزَّجَلْ
فِي دَوْلَةِ الْإِسْلَامِ صَارَ لِوَاؤُهَا
عَلَمًا يُرَفْرِفُ بَيْنَ رَايَاتِ الْأَمَلْ
فَتُوُفِّيَ الْمَبْعُوثُ فِينَا بَعْدَمَا
شَرْعَ الْإِلَهِ أتمَّ فِيهَا وَاجْتَبَلْ
فَبَكَتْ عَلَيْهِ الْأَرْضُ فِي أَرْجَائِهَا
وَكَذَا السَّمَاءُ وَأَمْطَرَتْ كُلُّ الْمُقَلْ
صَلُّوا عَلَى خَيْرِ الْخَلَائِقِ أَحْمَدٍ
نُورُ الْهِدَايَةِ وَالسَّلَامَةِ مَا حَمَلْ
الجزء الثاني (درر الأنام في تاريخ الإسلام) أبو بكر الصديق
مَاتَ النَّبِيُّ وَجَاءَ فِينَا خِلُّهُ
أَعْنِي أَبَا بَكْرٍ بِخِيرَةِ مَا نَقَلْ
هُوَ عَابِدٌ هُوَ عَاتِقٌ مُتَصَدِّقٌ
مَا صَبَّ فِي شَمْعِ النَّحِيلِ سِوَى الْعَسَلْ
قَدْ صَدَّقَ الْمَبْعُوثَ مَطْلَعَ بَعْثِهِ
لَمْ يَقْتَرِفْ إِثْمًا وَلَمْ يَبْغِ الْحِيَلْ
هُوَ ثَانِيَ الْعُظَمَاءِ بَعْدَ مُحَمَّدٍ
فَمَضَى عَلَى نَهْجِ النُّبُوَّةِ مَا أَضَلْ
هُوَ صَاحِبُ الْمُخْتَارِ ظَلَّ مُجَاهِدًا
وَمُهَاجِرًا لَزِمَ النَّبِيَّ وَلَمْ يَكِلْ
لَمَّا أَهَمَّ الْقَوْمُ مِنْ هَوْلِ الْقَضَا
فَخَشِيْ عَلَى الْإِسْلَامِ يَعْلُوهُ الْخَلَلْ
مَسَحَ الدُّمُوعَ وَقَامَ يَخْطُبُ قَائِلًا
وَالْكُلُّ يَسْمَعُ قَوْلَهُ حِينَ ارْتَجَلْ
 (مَاتَ النَّبِيُّ وَذَاكَ رَبِّي لَمْ يَمُتْ)
(أَفَتَعْبُدُونَ اللهَ أَمْ أَحَدَ الرُّسُلْ)
إِسْلَامُنَا للهِ لَيْسَ لِعَبْدِهِ
فَتَلَا بِآيَاتِ الْكِتَابِ عَلَى وَجَلْ
أَنْ لَا إِلَهَ سَوِى إِلَهِي خَالِقِي
هُوَ سَرْمَدِيٌّ خَالِدٌ وَلَهُ الْأَزَلْ
أَرْوِي عَنِ الصِّدِّيقِ بَعْضَ صِفَاتِهِ
لَا نَكْتَفِي مِنْ مَدْحِهِ سَيْلٌ هَطَلْ
فَأَبٌ لِعَائِشَةَ الْبَتُولِ وَأُمِّنَا
زَوْجِ النَّبِيِّ فَطُهْرُهَا فِيمَا نَزَلْ
قَدْ أَنْزَلَ الرَّحْمَنُ فِيهَا آيَةً
بِبَرَاءَةٍ مِمَّا ادَّعَى أَهْلُ السِّفَلْ
لُعِنَ الَّذِي قَدْ خَاضَ فِي عِرْضٍ لَهَا
إِفْكٌ أُشِيعَ بِمُفْتَرَى ثُلَلِ الْخَبَلْ
صِدِّيقُ مَكَّةَ عَالِمٌ أَنْسَابَهَا
فِي الْجَاهِلِيَّةِ لَا أَضَلَّ وَلَا ثَمِلْ
قَدْ أَنْفَقَ الْأَمْوَالَ مَا ضَلَّ الخُطَا
لَا يَقْتَنِي مَالًا بِدَارٍ مُسْتَقِلْ
هُوَ أَوَّلُ الْخُلَفَاءِ جَاءَ مَشُورَةً
وَمَشُوَرةُ الْأَصْحَابِ كَنْزٌ لَمْ يَزَلْ
سَيْفٌ قَوِيمٌ فِي رِقَابِ خُصُومِنَا
وَبِهِ يُقَاوَمُ مَنْ أَضَلَّ وَمَنْ مَطَلْ
فَبَدَا وَخَطَّطَ وَاسْتَعَانَ بِغَيرِهِ
بَعْضِ الصَّحَابَةِ فِي الْإِدَارَةِ وَالْعَمَلْ
وَاخْتَارَ مِنْهُمْ لِلْوِلَايَةِ خَيْرَهُمْ
حَتَّى يَهَابَ اللهَ فِيهَا لَا يَضِلْ
مَلَكُوا الْأَمَانَةَ وَالْعَدَالَةَ وَالتُّقَى
هُمْ صَفْوَةُ الْأَصْحَابِ مِنْ بَيْنِ الْمِلَلْ
مَا خَابَ فِيهِمْ عَامِلٌ بِوَلَايَةٍ
بِالْعَدْلِ يَقْضِي لَا يُخَالِطُهُ الْجَدَلْ
وَأَتَمَّ مَا عَزَمَ النَّبِيُّ بِفِعْلِهِ
فَتْحًا عَظِيمًا فِي عِدَادٍ مُقْتَبِلْ
لِلرُّومِ يَنْوِي غَزْوَهَا وَحُصُونِهَا
أَوْصَى الْخَلِيفَةُ جَيْشَهُ أَمْرًا جَلَلْ
لَا تَقْتُلُوا طِفْلًا وَلَا امْرَأَةً وَلَا
شَيْخًا وَلَا مِنْكُمْ يُسِيئُ بِمَنْ قُتِلْ
لَا تَقْطَعُوا نَخْلًا وَلَا شَجَرًا وَلَا
أَنْ تَذْبَحُوا شَاةً كَذَاكَ وَلَا إِبِلْ
أَخَذَ الْوَصَايَا جَيْشُهُ بِحَفَاوَةٍ
وَبِهَا عَلَى دَرْبِ الْهِدَايَةِ مُرْتَحِلْ
أَهْلُ الْبُطُولَةِ وَالْمُرُوءَةِ وَالْقُوَى
بِسُيُوفِهِمْ قَادُوا الْحُرُوبَ وَبِالْأَسَلْ
سَاقَ الْجُيُوشَ مُقَاتِلًا بِعَتَادِهَا
مَنْ يَدَّعِي بِنُبُوَّةٍ فِيمَا جَهِلْ
أَنْ لَا نَبِيَّ يَلِي النَّبِيَّ مُحَمَّدًا
لَقَدِ انْتَهَى بَعْثُ النُّبُوَّةِ وَالرُّسُلْ
وَلِكُلِّ مُرْتَدٍّ نَأَى عَنْ دِينِنَا
سَيَنُوءُ عَنْ دَرْبِ الضَّلَالِ كَمَا اتَّصَلْ
أَوْ أَنْ يَرَى جَيْشًا عَظِيمًا قَادِمًا
فَيُصِيبُهُ كُلُّ الْمَذَلَّةِ وَالْفَشَلْ
وَلِمَنْ أَضَلَّ عَنِ الزَّكَاةِ وَفَرْضِهَا
سَيَرُدُّهَا سَلْمًا وَإِلَّا بِالْهَلَلْ
فَزَكَاتُنَا كَصَلَاتِنَا مَكْتُوبَةٌ
إِحْدَاهُمَا عَنْ أُخْتِهَا لَا تَنْفَصِلْ
فَقَضَى عَلَيْهِمْ جُلِّهَمُ وَحَلِيفِهَمْ
حَلَّ الْأَمَانُ عَلَى الْخِلَافَةِ وَانْسَدَلْ
وَهُنَا أَتَمَّ الْجَيْشُ كُلَّ مُهِمَّةٍ
وَبَدَا لَنَا حِصْنًا حَصِينًا مُكْتَمِلْ

الجزء الثالث (درر الأنام في تاريخ الإسلام) حرب الفرس والروم

نَحْنُ الْمُلُوكُ فَمْن يُعَادِي مُلْكَنَا
وَلَنَا الْمَمَالِكُ وَالزَّعَامَةُ تَنْتَقِلْ
مِنْ بَأْسِنَا سَيْفٌ يُسَلُّ عَلَى الْعِدَا
مَا إِنْ رَآهُ الْخَصْمُ فَرَّ بِمَا حَمَلْ
فَتْحُ الْعِرَاقِ بِبَأْسِهَا وَقَتَادِهَا
قَدْ مَدَّهَا الْإِسْلَامُ حُسْنًا وَانْسَجَلْ
حَمَلَ اللِّوَاءَ ابْنُ الْوَلِيدِ مُقَاتِلًا
وَلَهُ الْإِمَارَةُ ذَاكَ مِفْتَاحُ الْأَمَلْ
مَا قَادَ حَرْبًا أُشْعِلَتْ بِلَهِيبِهَا
إِلَّا وَأَصْبَحَ شَامِخًا مِثْلَ الْجَبَلْ
وَأَبُو عُبَيْدَةَ لِلْإِمَارَةِ بَعْدَهُ
تِلْكَ اللَّآلِئُ مِنْ رُؤَاهَا نَكْتَحِلْ
فَأَتَتْ جُيُوشُ الْفُرْسِ فَوْقَ عَتَادِهَا
جُنْدًا كَثِيفًا بِالنَّوَاحِي وَالْقَبَلْ
قَدْ أَقْبَلُوا بَعَتَادِهِمْ وَحُصُونِهِمْ
حَرْبُ الْعِظَامِ أَجِيجُهَا لَا يُحْتَمَلْ
أُولَاهُمُو حَرْبُ السَّلَاسِلِ قُيِّدُوا
بِسلَاسَلٍ لَمْ تُغْنِهِمْ تِلْكَ الْحِيَلْ
خَرَجَتْ لَهُمْ فِرْسَانُنَا قَلْبَ الْأَسَى
وَقَضْتْ عَلَيْهِمْ لَمْ تَذَرْ مِنْهُمْ رَجُلْ
إلَّا وَمَاتَ بِضَرْبَةٍ لَا غَيْرَهَا
أَوْ فَرَّ خَوْفًا مِنْ سُيُوفٍ لَا تَكِلْ
فَأَتَوْا بِجَيْشٍ ثُمَّ جَيْشٍ بَعْدَهُ
سَدُّوا الْفُرَاتَ بِظَنِّهِمْ أَنْ لَا نَصِلْ
وَتَقَهْقَرُوا خَلْفَ الْحُصُونِ وَأَدْبَرُوا
فَرَّ الْخُصُومُ وَبَاتَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلْ
عَمَدُوا عَلَى الْأَنْبَارِ ضَرْبَ عُيُونِهَا
عَبَرُوا لَهُمْ مِنْ فَوْقِ جُسْمَانِ الْإِبِلْ
هِيَ وَقْعَةٌ لِلْفُرْسِ هُمْ أُسِرُوا بِهَا
قَدْ سُمِّيتْ ذَاتَ الْعُيونِ كَمَا نُقِلْ
فِي الْقَادِسِيَّةِ أُشْعِلَتْ نِيرَانُهَا
كَرٌّ وَفَرٌّ فِي حِرَاكٍ مُشْتَعِلْ
فُرْسٌ وَرُومٌ وَالْقَبَائِلُ أَقْبَلُوا
خَلْفَ الْفُرَاتِ وَأُرْكِسُوا مِثْلَ الْأُوَلْ
وَلَقَدْ تَحَطَّمَ عَرْشُ كِسْرَى مَا بَقِي
حِصْنًا مَنِيعًا يَعْتَلِيهِ وَلَا جَرَلْ
عَادَتْ جُيُوشُ الْمُسْلِمِينَ بِنَصْرِهَا
نَصْرًا مُبِينًا فِي عِدَادٍ مُتَّصلْ
فَتَجَمَّعَتْ تِلْكَ الْجُيُوشُ بِعَدِّهَا
وَتَجَهَّزَتْ بِعَتَادِهَا كَيْ تَنْتَقِلْ
أَرْضُ الْمَعَارِكِ أَرْضُهَا وَحُصُونُهَا
مَحْمِيَّةً بِبَسَالَةٍ لَا تَمْتَثِلْ
قَصَدَتْ جُيُوشَ الرُّومِ فِي عُقْرٍ لَهُمْ
فِي شَامِنَا وَبِهَا الْمَعَالِمُ لَا تَزَلْ
هُمْ قُوَّةٌ عَظُمَتْ بِعَدِّ حُصُونِهِمْ
ظَنُّوا بَأَنَّ قُوَاهُمُو لَا تَنْضَحِلْ
لَمَّا رَأَوْا بِقُدُومِنَا وَتَأَمَّلُوا
قَدْ أُرْكِسُوا وَالظَّنُّ مِنْهُمْ قَدْ بَطَلْ
فِي وَقْعَةِ الْيَرْمُوكِ قَلْبَ حُصُونِهِمْ
حَرْبُ الْعِظَامِ تَأَجَّجَتْ حَتَّى الْوَجَلْ
طَالَ الْقِتَالُ وَظَلَّ فِيهِمْ بَأْسُنَا
كَادَ الْعَدُوُّ بِأَنْ يَنَالَ وَلَمْ يَنَلْ
اللهُ قَوَّمَنَا وَشَدَّ بأَزْرِنَا
صَبْرًا وعَزْمًا فِي ثَبَاتٍ مُكْتَمِلْ
إِذْ كَانَ فِينَا عَدُّنَا وَعَتَادُنَا
مِنْ بَيْنِنَا هُمْ كَثْرَةٌ نَحْنُ الْقِلَلْ
مِائَةٌ لَنَا تَجْتَاحُ أَلْفًا مِنْهُمُو
مَا إِنْ رَأَوْا بِسُيُوفِنَا خَوَتِ الْمُقَلْ
نِعْمَ الَّذِي حَمَلَ اللِّوَاءَ مُصَابِرًا
عَزَّ الْإِلَهُ بِنَصْرِهِ ذَاكَ الْبَطَلْ
فَغَزَتْ سُيُوفُ الْمُسْلِمِينَ جُسُومَهُمْ
قَتْلًا وَجُلُّ جِرَاحِهِمْ لَا تَنْدَمِلْ
أَيْنَ الْمُلُوكُ عُرُوشُهُمْ وَحُصُونُهُمْ
كِسْرَى وَقَيْصَرُ بِالْجَلَالَةِ وَالْحِيَلْ
فَقَضَى عَلَيْهِمْ بَأْسُنَا وَأَصَابَهُمْ
مِنْ بَعْد عِزٍّ قَائِمٍ كَرْبٌ وَذُلْ
**********،*****************************
الجزء الرابع (درر الأنام في تاريخ الإسلام) الفاروق عمر
فَمَضَى أَبُو بَكْرٍ لِخِيرَةِ رَبِّهِ
جَارَ النَّبِيِّ قَدْ انْقَضَى مِنْهُ الْأَجَلْ
تَرَكَ الْحَيَاةَ وَلَا يُبَالِيَ نَظْمَهَا
ذِكْرَاهُ تَبْقَى فِي رِحَابٍ مُسْتَقِلْ
كُلُّ الْجَمَالِ يَدُورُ فِي أَوْصَافِهِ
نَجْمٌ تَعَالَى فِي سَمَانَا مَا قَفَلْ
مَاتْ الْخَلِيفَةُ ثُمَّ خَلَّفَ خِلَّهُ
عُمَرًا وَمَا أَدْرَاكَ مَا هَذَا الْبَطَلْ
أَعْنِي بِهِ الْفَارُوقَ دِرْعًا وَاقِيًا
لِلدِّينِ ظَلَّ مُجَاهِدًا وَلَهُ بَسَلْ
فَمَضَى عَلَى دَرْبِ الْخَلِيلِ خَلِيلُهُ
دَرْبٌ قَوِيمٌ مَا جَفَاهُ وَمَا عَذَلْ
دَرْبٌ تُخَالِطُهُ السَّلَامَةُ بِالرِّوَا
ءِ كَأَنَّهُ سِربُ الْحَمَامَ مَعَ الْحَجَلْ
ذَاكَ الْقَوِيُّ بِقُوَّةٍ مِثْقَالُهَا
زَادَتْ بِإِسْلَامٍ وَعِزٍّ لَمْ يَزَلْ
قَدْ أَظْهَرَ الْإِسْلَامَ وَقْتَ خَفَائِهِ
دِينًا ظَهِيرًا شَامِخًا لَا يَضْمَحِلْ
وَبِهِ أُعِزَّ الدِّينُ عِنْدَ ظُهُورِهِ
حَتَّى تَثَبَّتَ قَائِمًا مِثْلَ الْجَبَلْ
هُو ثَالِثُ الْعُظَمَاءِ فِي إِسْلَامِنَا
فِي نُصْرَةِ الْمَظْلُومِ قَاضٍ مُعْتَدِلْ
حُرٌّ تَقِيٌّ فِيهِ كُلُّ ثَمِينَةٍ
حَمَلَ الْبُطُولَةَ وَالْمُرُوءَةَ وَالْخَجَلْ
قَدْ قَوَّمَ التَّارِيخَ فِي إِصْدَارِهِ
مِنْ هِجْرَةِ الْمَبْعُوثِ كَانَ الْمُقْتَبَلْ
وَضَعَ الْمَعَارِفَ فِي السِّيَاسَةِ وَالتُّقَى
قَدْ أَنْشَأَ الدِّيوَانَ أَوَّلَ مَنْ فَعَلْ
عَزَلَ الْقَضَاءَ عَنِ السِّيَاسَةِ كُلِّهَا
حَقًّا رَصِينًا لَا يَجُورُ وَلَا يَضِلْ
فَكَأَنَّهُ دُرٌّ تُعَانِقُهُ السَّمَا
ضَاءَ الْبَرِيَّةَ فِي رُؤَاهَا مَا طَفَلْ
فَتَحَتْ بِلَادُ الشَّامِ بَيْنَ ذِرَاعِهِ
مَدَّ الْعُرُوبَةِ وَالْبُطُولَةِ وَالْأَمَلْ
فَتَحَتْ فَلَسْطِينُ الْأَبِيَّةُ حِصْنَهَا
بَعْدَ الْحِصَارِ لَهَا الْخَلِيفَةُ قَدْ رَحَلْ
مَسْرَى النَّبِيِّ لِقُدْسِهَا ثُمَّ اعْتَلَا
نَحْوَ السَّمَاءِ نَرَى بِهَا أَمْرًا جَلَلْ
وَكَذَا الْعِرَاقُ تَفَتَّحَتْ أَبْوَابُهَا
أَرْضُ الْحَضَارَةِ وَالْمَنَارَةِ فِي الْأَزَلْ
بَعْدَ الْحُرُوبِ بِبَأْسِهَا وَشَقَائِهَا
فُرْسٌ وَرُومٌ وَالْقَبَائِلُ وَالثُّلَلْ
وَأَتَى إِلَى مِصْرَ الْعَظِيمَةِ فَاتِحًا
حِصْنًا فَحِصْنًا فِي حِرَاكٍ مُتَّصِلْ
أَرْضُ الْجَمَالِ حَضَارَةً وَمَنَارَةً
مِرْآتُهَا بَيْنَ الْمَدَائِنِ تَكْتَحِلْ
هِيَ جَنَّةٌ فِي أَرْضِهَا وَسَمَائِهَا
بَلَدِي الْحَبِيبَةُ تِلْكَ حَبَّاتُ الْمُقَلْ
هِيَ مَوْطِنِي هِيَ مَلْجَئِي هِيَ خَافِقِي
هِيَ مَأْمَنِي فِيهَا أَجُولُ وَأَنْتَقِلْ
فَتَمَدَّدَ الْإِسْلَامُ بَيْنَ رُبُوعِهَا
قَدْ أَسْلَمُوا بِرِضَاهُمُو دُونَ الْقِلَلْ
فَتَحَتْ طَرَابُلْسُ الْجِوَارَ لِمِصْرِنَا
فِي فَتْحِهَا أَبَتِ الْحُصُونُ وَلَمْ تَطُلْ
لَا يُجْبِرُوا أَحَدًا عَلَى إِسْلَامِهِ
بَلْ بِالسَّلَامَةِ لَا يَجُورُ وَلَا يَضِلْ
كَمُلَتْ جُيُوشُ الْمُسْلِمِينَ بِقُوَّةٍ
جَمًّا عَظِيمًا بَيْنَ أَطْرَافِ الدُّوَلْ
طَعَنَ الْخَلِيفَةَ رَاكِعًا بِصَلَاتِهِ
فَرْدٌ مَجُوسِيٌّ أُغِلَّ بِمَا فَعَلْ
يَا مَادِحَ الْفَارُوقِ حُسْنًا لَا تَفِي
فِيهِ الْحُرُوفُ وَلَا الْوُصُوفُ وَلَا الْجُمَلْ
مَلَكَ الْمَشَارِقَ كُلَّهَا وَحُصُونَهَا
رَايَاتُنَا فَوْقَ الْمَشَارِفِ وَالْقَبَلْ
الجزء الخمس(درر الأنام في تاريخ الإسلام)عثمان بن عفان
فَتُوُفِّيَ الْفَارُوقُ بَعْدَ رِسَالَةٍ
ظَلَّتْ كَنُورٍ لَا تُخَالِطُه الظُّلَلْ
وَكَأَنَّهُ شَمْسٌ تَعَظَّمَ نُورُهَا
عَمَّتْ بِقَاعَ الْأَرْضِ نُورٌ مُنْسَدِلْ
قَدْ جَاءَ عُثْمَانُ الْخَلِيفَةُ بَعْدَهُ
طَوْدًا عَظِيمًا رَائِعًا مِثْلَ الْأُوَلْ
أَقْوَالُهُ أَفْعَالُهُ وَحَيَاتُهُ
خَيْرٌ فَخَيْرٌ بِالْخِلَافَةِ ما خَطَلْ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ طَيِّبٌ بِصَفَاتِهِ
حَسَنُ الطِّبَاعِ فَمَا أَجَاَر وَمَا ثَمَلْ
سَادَاتُهَا أَشْرَافُهَا قَادَاتُهَا
مَلَكَ الْمَحَامِدَ كُلَّهَا غَيْثٌ وَطَلْ
قَدْ عَانَقَ الْإِسْلَامَ أَوَّلَ مَهْدِهِ
وَأَمَدَّ خَيْرًا فِي الْعِبَادَةِ وَالْعَمَلْ
وَهُوَ الثَّرِيُّ بِمَالِهِ وَفِعَالِهِ
نَصْرًا لِدِينِ اللهِ أَنْفَقَ وَارْتَحَلْ
فِي وَصْفِهِ دُرٌّ تَلَأْلَأَ فِي السَّمَا
قُلْ مَا تَقُولُ فَلَا تُجَازِي مَا فَعَلْ
لَقَدْ اشْتَرَى بِئْرًا هَدَاهُ سِقَايَةً
وَوِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ مِنَ الْغَلَلْ
أَعْطَى لِجَيْشِ الْعُسْرَةِ الْمَالَ الَّذِي
أُعْطَى لَهُ مِمَّا أُسِيقَ وَمَا حُمِلْ
فَالْجُودُ مَدْحٌ لَا يَفِيهِ تَعَظُّمًا
فَاقَ الْمَدِيحَ فَلَا يَلُوذُ بِهِ النَّقِلْ
خَوْفًا عَلَى الْقُرْآنِ عَدَّدَ نَسْخَهُ
كَيْ لَا تُخَالِطُهُ الشَّوَائِبُ وَالْحِيَلْ
عَمَدَتْ جُيُوشُ الرُّومِ رَدَّ جُيُوشِنَا
فَقَضَى عَلَيْهِمْ بِالْمَهَالِكِ وَاتَّصَلْ
فَأَتَمَّ فَتْحَ الشَّرْقِ لَا يَبْقَى بِهِ
مُدُنًا وَأَوْطَانًا أَتَاهَا أَنْ تَضِلْ
فَبَنَى بِأُسْطُولٍ عَظِيمٍ شَامِخٍ
وَتَعَدَّدَتْ فِيهِ الْمَرَاكِبُ وَالدَّقَلْ
وَأَتَى بِإِفْرِيقَا وَقَاتَلَ جَيْشَهَا
طَالَ الْقِتَالُ وَجُلُّهُمْ مِنْهُمْ قُتِلْ
فَتَقَسَّمَا فِئَتَيْنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ
يَتَنَاوَبُونَ عَلَى الْأَعَادِي بِالْأَسَلْ
فَتَقَهْقَرُوا بِحُصُونِهِمْ وَعَتَادِهِمْ
أَعْدَاؤُنَا بَيْنَ الْكَلَالَةِ وَالْهَلَلْ
نَالَتْ جُيُوشُ الْمُسْلِمِينَ بِنَصْرِهَا
فَتْحًا وَعَادَتْ بِالْغَنِيمَةِ وَالثَّقَلْ
عَادَتْ جُيُوشُ الرُّومِ تَثْأَرُ بَعْدَهَا
بَرًّا وَبَحْرًا فِي لُقَانَا تَقْتَتِلْ
وَسُيُوفُنَا تَجْتَاحُ كُلَّ جُسُومِهِمْ
بَيْنَ الْمَلَاحِمِ وَالْمَعَارِكِ تَشْتَعِلْ
صَارَتْ مِيَاهُ الْبَحْرِ لَوْنَ دِمَائِهِمْ
عَادُوا الْفِرَارَ وَباَتَ مِنْهُمْ مَنْ قُتِلْ
وَتَمَدَّدَ الْإِسْلَامُ بَيْنَ رُبُوعِهَا
فَتْحًا عَظِيمًا لَا يُغَالِبُهُ الْفَشَلْ
مُلِئَتْ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ بِعَهْدِهِ
خَيْرًا وَفِيرًا عَمَّ فِي كُلِّ السُّبُلْ
وَقَضَى عَلَى عُثْمَانَ آخِرَ عَهْدِهِ
فِتَنٌ أُثِيرَتْ قَادَهَا أَهْلُ الْخَلَلْ
قَدْ كَانَ يَوْمًا عَابَدًا مُتَوَضِّئًا
يَتْلُو بِآيَاتِ الْكِتَابِ وَمَا وَجَلْ
فَقَضَوْا عَلَيْهِ وَلَمْ يَهِيبُوا أَمْرَهُ
أَهْلُ الرَّجَاسَةِ وَالسَّفَاهَةِ وَالْخَبَلْ
لُعِنُوا وَخَابُوا فِي بِقَاعِ الْأَرْضِ فِي
كُلِّ الْبَرَايَا بِالنَّدَامَةِ وَالزَّلَلْ
الجزء السادس (درر الأنام في تاريخ الإسلام) علي بن أبي طالب والحسن بن علي
فَأَتَى عَلِيٌّ لِلْخِلَافَةِ قَائِمًا
وَمَضَى عَلَى نَهْجٍ فَرِيدٍ مُسْتَقِلْ
قَدْ أَنْفَقَ الْأَمْوَالَ فِي أَبْوَابِهَا
دُرَرٌ ثَمِينٌ لَا نُغَالِي مَا شَغَلْ
نَشَرَ الْعُلُومَ وَأَوْقَدَ النُّورَ الَّذِي
عَمَّ الْفُؤَادَ وَأُشْبِعَتْ مِنْهُ الْمُقَلْ
هُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَأُنْسُهَا
مِنْ صُلْبِهِ الْحَسَنَانِ بُورِكَ مَا حَمَلْ
مِنْ آلِ بَيْتِ رَسُولِ رَبِّي أُسْوَةٌ
مِنْ حُسْنِهِمْ طَابَ الْفُؤَادُ كَمَا نَهَلْ
فَهُوَ الْإِمَامُ كَذَا الْأَمِيرُ بِعِلْمِهِ
مُتَصَوِّفٌ فِي زُهْدِهِ ضُرِبَ الْمَثَلْ
قَدْ لَازَمَ الْمُخَتَارَ كَاتِبَ وَحْيِهِ
حُرٌّ تَقِيٌّ لِلْإِلَهِ قَدِ اتَّصَلْ
هُوَ شَاعِرٌ مِنْ سَلْسَبِيلٍ حَرْفُهُ
حِكَمٌ وَإِنْشَادٌ وَحَرْفٌ مُبْتَهَلْ
فِي السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مُصَدِّقًا
بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مَعَ الْأُوَلْ
يَقْضِي أُمُورَ النَّاسِ لَا يَعْبَثْ بِهَا
فِي حُكْمِهِ حَكَمٌ رَشِيدٌ مُعْتَدِلْ
مَلَأَ الْحَيَاةَ بِعِلْمِهِ وَبَهَائِهِ
نُورٌ تَجَلَّى لَا تُظَلِّلُهُ الدَّغَلْ
فِي هِجْرَةِ الْمَبْعُوثِ نَامَ بِعُقْرِهِ
لِيُضِلَّ أَعْدَاءَ الرِّسَالَةِ مَا وَجَلْ
ذَاكَ الْكَرِيمُ مُكَرَّمٌ بِفِعَالِهِ
رَجُلٌ عَظِيمٌ إِنْ تَرَاهُ وَإِنْ تَسَلْ
زَادَ الْخِلَافُ عَلَى مَشَارِفِ عَهْدِهِ
فِتَنٌ تَوالَتْ إِثْرَ مَوْقِعَةِ الْجَمَلْ
وَلَقَدْ تَفَرَّقَ فِي الصَّحَابَةِ جَمْعُهُمْ
قَدْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ أَثَابَ وَمَنْ نَكَلْ
لَسْنَا نُدَاهِمُ أَيَّ فَرْدٍ مِنْهُمُو
فَاللهُ يَجْزِي مَنْ أَصَابَ وَمَنْ أَضَلْ
إِذْ كُلُّ فَرْدٍ قَائٍمٌ بِفِعَالِهِ
وَجَزَاؤُهُ عِنْدَ الْإِلَهِ بِمَا كَفَلْ
قَتَلَ الْخَلِيفَةَ فِي رِحَابِ صَلَاتِهِ
سَهْمٌ بِأَيْدٍ خَابَ صَاحِبُهَا وَذَلْ
تَرَكَ الْخَلِيفَةُ سِيرَةً فِي وَصْفِهَا
نُورٌ أَضَاءَ الْوَجْدَ فِينَا مَا طَفَلْ
فَتُوُلِّيَ الْحَسَنُ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ
لَا لَا تَسُوءُ بِه الظُّنُونُ وَلَا الْجَعَلْ
مِشْكَاةُ نُورٍ قَدْ تَنَاثَرَ ضَيُّهُ
بَيْنَ الْمَرَابِعِ هَادِيًا كُلَّ السُّبُلْ
عَنْ خَامِسِ الْخُلَفَاءِ أَرْوِي مَا رَوَى
فِي دُرَّةِ الْحَسَنِ الْقَوِيمِ بِمَا أَمَلْ
فَأَخُو الْحُسَيْنِ بَنُو عَلِيِّ وَأُمُّهُمْ
آلُ النَّبِيِّ وَحُبُّهُ وَصْلٌ يُجَلْ
حَقَنَ الدِّمَاءَ بِحِكْمَةٍ وَأَمَانةٍ
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَدْ تَنَازَلَ وَاعْتَزَلْ
وَتَوَحُّدُ الصَّفَّيْنِ سُمِّيَ وَقْتَهَا
عَامَ الْجَمَاعَةِ قَدْ أَثَابَ بِمَا فَعَلْ
وَقَضَى عَلَى دَأْبِ الْخِلَافِ مُسَالِمًا
مُتَوَدِّدًا فَتَوَحَّدَتْ كُلُّ الثُّلَلْ
وَقَدِ انْتَهَى عَهْدُ الْخِلَافَةِ بَعْدَهُ
حُكْمُ الْمُلُوكِ كَمَا تَوَاتَرَ وَانْتَقَلْ
يَا قَاتِلَا الْحَسَنَيْنِ قُبِّحَ فِعْلُكُمْ
مَنْ سَيِّدَا أَهْلِ الْجِنَانِ مَعَ الْأُوَلْ؟
أَبْنَاءُ فَاطِمَةٍ وَحِبُّ نَبِيِّنَا
بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِمُو سَلِّمْ وَصَلْ
الجزء السابع (درر الأنام في تاريخ الإسلام) الحكم الأُموي
أَمَّا مُعَاوِيَةٌ فَلَمْ أُنْشِدْ بِهِ
غَضَبًا وَلَا ذَمًّا عَلَيْهِ وَلَا جَدَلْ
يَكْفِيهِ فَرْدٌ مِنْ صَحَابَةِ أَحْمَدٍ
للهِ رَبِّي مَا أَعَزَّ وَمَا أَذَلْ
مَلَكَ الْبِلَادَ وَقَدْ تَمَدَّدَ حُكْمُهُ
حُكْمًا عَظِيمًا فِي رُؤَانَا مُشْتَمِلْ
فَغَزَا بِلَادَ الرُّومِ قَلْبَ دِيَارِهِمْ
بَرًّا وَبَحْرًّا لَا يَهَابُ وَلَا يَكِلْ
أَمَّا بِلَادُ الْقَيْرَوَانِ أَجَلَّهَا
صَارَتْ عَرُوسًا تُحْتَفَى بَيْنَ الدِّوَلْ
عَبَرَ الْبِحَارَ وَمَدَّ فِي غَزَوَاتِهِ
بِالْمَغْرِبِ الْعَرَبِيِّ فَتْحًا مُكْتَمِلْ
فِيمَا وَرَاءَ النَّهْرِ مَدَّدَ فَتْحَهُ
فَغَزَا بِلَادَ الْغَرْبِ سَهْمًا لَمْ يَمَلْ
رَضِيَ الْإِلَهُ عَنِ الصَّحَابَةِ كُلِّهَا
فِي كُلِّهِمْ رَشَدٌ قَوِيمٌ قَدْ نَزَلْ
فَمَضَى مُعَاوِيَةٌ ومُلِّكَ بَعْدَهُ
مِمَّنْ أَصَابَ وَمَنْ أَضَلَّ وَمَنْ أَكَلْ
ذَاكَ الْمَنُوطُ بِحُكْمِهِمْ وَفِعَالِهِمْ
مَا بَيْنَ جَوْرٍ وَاعْتِدَالٍ بِالْجَدَلْ
فَاللهُ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ اللُّقَى
بِقَضَائِهِ فَضْلٌ وَعَدْلٌ لَا يُضَلْ
خَلَقَ الْحَيَاةَ جَلِيلَهَا وَكَلِيلَهَا
كَتَبَ السَّعَادَةَ وَالشَّقَا مُنْذُ الْأَزَلْ
لَيْسَتْ هِيَ الدُّنْيَا كَمَا شَاؤُوا بِهَا
فِيهَا يُجَازَى مَنْ أَصَابَ وَمَنْ نَكَلْ
 (عمر بن عبد العزيز)
فَأَتَى أَبُو حَفْصٍ وَمُلِّكَ بَعْدَهُمْ
عُمَرٌ وَصَارَ الْخَيْرُ فَيْضًا يَنْهَمِلْ
وَمَضَى عَلَى نَهْجِ الْخِلَافَةِ حُكْمُهُ
عَنْ جَدِّهِ الْفَارُوقِ قَوَّمَ وَاعْتَدَلْ
رَدَّ الْمَظَالِمَ وَاسْتَقَامَ بِعَدْلِهِ
وَبَدَتْ لَهُ كُلُّ الْمَدَائِنِ تَحْتَفِلْ
عَامَانِ حَاكِمُهَا وَخَمْسَةُ أَشْهُرٍ
عَهْدٌ قَصِيرٌ لَا يَطُولُ بِه الطِّيَلْ
مُلِئَتْ بِلَادُ الْمُسْلِمِينَ بِعَهْدِهِ
خَيْرًا جَزِيلًا قَدْ تَكَاثَر وَانْسَجَلْ
ذَاكَ الْقَوِيمُ بِعَدْلِهِ وَسَلَامِهِ
كَالنَّجْمِ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ إِذَا أَطَلْ
فَالذِّئْبُ يِأْمَنُهُ الْقَطِيعُ إِذَا رَعَى
وَالنَّسْرُ طَارَ مَعَ الْحَمَائِمِ وَالْحَجَلْ
للهِ فِي عَهْدٍ تَنَعَّمَ وَاحْتَفَى
دُرٌّ تَنَاثَرَ فِي الْمَدَائِنِ وَانْسَدَلْ
صَلُّوا عَلَى آلِ النَّبِيِّ وَصْحِبِهِ
وَالتَّابِعِينَ لَهُمْ بِدَرْبٍ مُتَّصِلْ
**************************
خَيْرُ الْأَخِلَّةِ هُمْ أَخِلَّةُ أَحْمدٍ
أَهْلُ التَّقَاوَةِ وَالْحَفَاوَةِ وَالْعَمَلْ
هُمْ خِيرَةُ الْأَصْحَابِ مِنْ بَيْنِ الْمَلَا
نُورٌ تَلَأْلَأَ لَا تُوارِيهِ الظُّلَلْ
طَرِبَ الْفُؤَادُ عَلَى مَدَائِحِ ذِكْرِهِمْ
وَطَفَى عَلَى كُلِّ الْمَعَازِفِ وَالْغَزَلْ
يَا نَسْمَةً هَبَّتْ عَلَى أَرْوَاحِنَا
نَثَرَتْ شَذَاهَا بِالْمَدَائِنِ وَالْقِبَلْ
فُهُمُ الْمُلُوكُ بِعِزِّهِمْ وَشُمُوخِهِمْ
مَا رَادَ فِيهِمْ قَائِدٌ إِلَّا وَصَلْ
مَهْمَا يَطُولُ الْبُعْدُ يَبْقَى حُسْنُهُمْ
قَمَرًا مُنِيرًا  لَا يَضُرُّ بِهِ الزِّحِلْ
مَا زَادَ مَدْحِي فِي مَدَائِحِ وَصْفِهِمِ
كَالْبَحْرِ مَا زَادَ اخْتِلَاطًا بِالْوَشَلْ
صَلُّوا عَلَى خَيْرِ الْخَلَائِقِ أَحْمَدٍ
نُورُ الْهِدَايَةِ وَالسَّلَامَةِ مَا حَمَلْ
*******&*&&***********************
كلاسيكية الشعر بين النزعة الدينية والتاريخ
قراءة نقدية في ديوان (درر الأنام في تاريخ الإسلام) للشاعر/ السيد الديداموني -
بقلم الشاعر الناقد/ سيد فاروق
*************************************
تقديم:
لقد كان للتراث الديني أثرٌ فاعل في الحياة الأدبية عامة وفي الشعر العربي خاصة، وترجع هذه الأهمية لِمَا للموروث الديني من أثر في نفوس الأفراد لشموله على كل مظاهر العقائد الدينية التي تمثل القيم المثلى والمثل العليا المستخلصة من أصل الدين، كما يشمل هذا التراث على الطقوس والشعائر التي يحتويها المضمون الديني، والتي ترسم مسار ممارسات الإنسان الخاصة والتي يرتبط بها مع خالقه سبحانه وتعالى.
 بيد أن المضمون الديني يحتوي إرشادات خاصة في بنية الخطاب الشعري، وله أهداف سامية تُعلِي من قيمة العمل وترتفع به محلقةً في فضاءات الإبداع لتسمو بالحرف وتضفي عليه صِبغة القداسة، هي دعوة نحو الكمال في الفعل تحكم علاقة العمل الإبداعي مع الذات الكاتبة، ثم تتسع لتشمل العلاقة مع الآخر، لتكون تلك العلاقة المنبثقة عبر الإيمان واليقين الخالصين، علاقة خاصة متداخلة ومتراكبة، منطلقة من نقطة صافية تبدأ منها الذاكرة للذات الشاعرة حين تُشكل منهجَ حياة متكاملاً في إطار الإرث الديني والمعتقدات، على أن يكون توجيه الأنا انطلاقة لتدبر مناطق الجذب والهزل والعقم في ذات الأنا، حيث الأخذ بمنزلة معادل متلازم لتحقيق وجود فاعل ومؤثر في الحياة، وجود يكون له النصيب الأوفر من السعادة والشعور بالاطمئنان الداخلي والسكون النفسي المتزن.
 إن المتأمل لواقع الشعر العربي على مر العصور يراه يعكس اتجاهات فكرية مختلفة؛ بعضها يعكس الوجهة الإسلامية، والبعض الآخر يعكس وجهات قومية وحداثية وغيرها من الاتجاهات المختلفة في الفكر المعاصر.
 وفي تقديري أنَّ معظم هذه الاتجاهات المختلفة التي لا تحمل الصبغة الدينية لا تلبث أن تتهاوى مهما عَظُمَ أمرُها وقوِي عودُها واتسع نفوذُها؛ لأنها لا ترتبط بالإرث الديني في خطابها والذي يمنحها الخلود والقيمة العظمى، ولأنها في الغالب تفتقد إلى الشمول والتناسق والانسجام والتوازن في رؤيتها لحقائق الوجود الكبرى التي يتعلق بها الإنسان في تفاعله مع الحياة ومظاهر الكون ومتطلبات الروح.
وبهذا الاستهلال نبدأ القراءة في ديوان (درر الأنام في تاريخ الإسلام) للشاعر/ السيد الديدموني.
 يحتوي الديوان على قصيدتين؛ الأولى عنوانها: (أركان الإسلام) وعدد أبياتها 110 أبيات، والثانية عنوانها: (درر الأنام في تاريخ الإسلام) وعدد أبياتها 220 بيتًا، حيثُ يذكرنا الشاعر بالمعلقات التي كان يكتبها أشهر شعراء العصر الجاهلي، وهم أصحاب المعلَّقات السبعة، وقِيل العشرة، وهم: امرؤ القيس، وطرفة بن العبد، وزهير بن أبي سلمى، ولَبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وعنترة بن شدَّاد، والحارث بن حلزة، والأعشى، والنابغة الذبياني، وعبيد بن الأبرص. (1)
قراء في عتبات الديوان
*******************
يعتبر العنوان أحد أهم العتبات التي تساعد في تفسير وتحليل النصوص الأصلية في الديوان، وقد اهتم النقاد الغربيون أمثال الناقد الفرنسي جيرار جنيت بهذه المنصات، ويعتبر جنيت أحد أهم الرواد الذين كان لهم السبق في النظر والاهتمام بتلك النصوص الموازية معتبرًا إِيَّاهَا بوابة الولوج لشاعرية النصوص، والتي كانت تلك الشاعرية محور دراسته.
إنَّ طريقة تنظيم بنية القصيدة (العمودية - الحرة) تعتبر شكل معمار العمل الإبداعي، وطبيعة البنيات المصطفة والمتراصة تتفاعل وتتآلف لإضفاء طابع خاص في تأثيث فضاء النص، وعند التأمل في بنية النص "لا يمكننا الانتقال بين فضاءاته المختلفة دون المرور من عتباته. ومن لا ينتبه إلى طبيعة ونوعية العتبات يتعثر بها "(2). وبالتالي يخطئ الأبواب، وعند الدخول إلى محراب النص يبقى خارج فضائه.
وقد اختار الشاعر (السيد الديداموني) عنوان ديوانه (درر الأنام في تاريخ الإسلام) لما فيه من شُمولية ودلالات لُغوية متعددة ومعبرة عن تجربته الشعرية في ديوانه الأول، فمن المعروف أنَّ دُرر جمع لمفردة دُرّ: اللُّؤْلُؤ، الْمَكَانَة، القِيمَة، (3)، وهي كلمة لها دلالات متعددة وثرية، فمنها أيضا: الدَّرَرُ دَرَرُ الرِّيح: مَهَبُّها، ودَرَرُ الطَّريق: مَدْرجَتُه وقصْدُه، يقال: هم على دَرَر واحد: قَصْدٍ (4)
يُطلِق الشاعر (السيد الديداموني) عنوان ديوانه (درر الأنام في تاريخ الإسلام) لِيُعلن في خطاب العنوان أن قيمة البشرية ومكانتها، بل وجوهرها في تاريخ الإسلام ليلف انتباه المتلقي إلى القيمة العظمى للتاريخ الإسلامي، ويحدث في نفسه شعور الشغف وإثارة الحافظة نحو إدراك قيمة التاريخ والحرص على معرفته وقراءته من خلال الديوان.
 يستهل الشاعر قصيدته المعنونة بـ (أركان الإسلام) بالأبيات التالية:
بِسْمِ الَّذِي مِنْ فَضْلِهِ أَعْطَانِي
وَتَطَيَّبَتْ بِفُرُوضِهِ أَلْحَانِي
كُلُّ الْفُرُوضِ أُصُولُهَا وَفُرُوعُهَا
مِنْ مُحْكَمِ الْآيَاتِ فِي الْفُرْقَانِ
نَصَّ الْإِلَهُ بِفَرْضِهَا وَوُجُوبِهَا
قَوْلُ النَّبِيِّ هُوَ الدَّلِيلُ الثَّانِي
إِسْلَامُنَا صَرْحٌ تَعَدَّدَ رُكْنُهُ
قَدْ جَاءَنَا خَمْسًا بِلَا نُقْصَانِ
******
ورد في أشعار الحمد والثناء العديد من القصائد الشعرية، على مر الأزمان، لأنها باب من أبواب الفضائل التي يحب وُلُوجَها العارفون، لما فيها من فضل وخير، ووعد بالزيادة الربانية المضمونة، فإنَّ من بواعث الحمد زيادة الفضل، غير أنَّ الشكر خصلة فريدة من خصال الأنبياء والصالحين على مر الدهور، يجدون فيها سَعةً من الله، على نعمه التي أسبغها ظاهرة وباطنة على عباده، وما أجل وأعظم من نعمة الهداية إلى الدين الحنيف، فَحُقَّ له الشكر والحمد، كما من فضل هذا الباب ترغيبه -جلت وحدانيته- للشاكرين، فالله يحب الشاكرين، ويحب المتدثرين بالثناء، الملتزمين بالدين.
يبدأ الشاعر (السيد الديداموني) هذه القصيدة الثرية بابتهالات شعرية ربانية، زادها الحمد والثناء، وقد نهلت من بحر الشكر لعطاءات نِعم الله، ولعل من أهم النعم والعطاءات هي نعمة الدين ومداده الكوني الذي لا ينفد، جاءت ابتهالية القصيدة بهذه الافتتاحية المناسبة، وفق دلالة شعرية، جمعت فرادة النظم، وعمق الأسلوب في آنٍ معًا.
فَشَهَادَةُ التَّوْحِيدِ رُكْنٌ ثَابِتٌ
تَعْدَادُهَا فِي أَوَّلِ الْأَرْكَانِ
اللهُ رَبِّي لَا شَرِيكَ لَهُ بِلَا
وَلَدٍ وَلَا أُمٍّ وَلَا كُهَّانِ
فِي سُوْرَةِ الْإِخْلَاصِ رَبٌّ وَاحِدٌ
وَلَهُ النَّعِيمُ بِسُورَةِ الرَّحْمَنِ
***********
هنا في رحاب ملكوت توحيد الله جل في علاه، على أنه أول ركن من أركان الإسلام، يختار الشاعر السمو في ابتهالية تقريرية مباشرة، لكنها تمد حبال الوصل مع الله، وتثبت العهد وفق المنهاج القويم، هو الكتاب البين والملة الغراء، في بوابة الدخول لمحراب الإيمان وأولى الفرائض، والتي يهتدي بها الناس إذا زاغوا عن درب الحق السديد، يعاودون المضي قُدمًا والتزامًا بفرائض الإسلام بدءًا بالتوحيد الخالص لله عز وجل.
عندما انساب الشعر من وجد الشاعر المختمر بالتدين ليوقف حرفه لله تعالى، كانت هذه الابتهالية الشعرية تقرر فريضة التوحيد في بحر الحياة الهادر بالصخب فكانت هذه القيمة كلؤلؤة فريدة، ضمن لآلئ ابتهاليات خاصة، جادت بها قريحة الشاعر، من الدرر الشعرية، وما يحفل به بحر القريض الزاخر من أفكار وقيم ومُثُل، بل وأصول معلومة من الدين بالضرورة.
ثم يقول الشاعر مسترسلًا في قصيدته عن فريضة الصلاة:
صَلِّ الْفَرَائِضَ لَا تُؤَجِّلْ وَقْتَهَا
وَيْلٌ لِكُلِّ مُمَاطِلٍ كَسْلَانِ
مَنْصُوصَةٌ لَمْ يَخْتَلِفْ فِي فَرْضِهَا
مِنْ مُسْلِمٍ إِنْسٌ وَلَا مِنْ جَانِّ
أَتْمِمْ وُضُوءَكَ وَاسْتَقِمْ لِأَدَائِهَا
وَابْدَأْ بِقَلْبٍ خَاشِعٍ وَلْهَانِ
للهِ رَبِّكَ عَابِدٌ مُتَعَبِّدٌ
حَتَّى تَنَالَ مَرَاتِبَ الْإِحْسَانِ
يُذكِّرُنا الشاعر (السيد الديداموني) بالشعر في العصر الأُمويِّ، والذي كان من أشهر شعرائه الأخطل، والفرزدق، وجرير (شعراء النقائض)، وبشار بن برد، والمُقنَّع الكندي، شعراء الغزل العذري كجميل بثينة، وقيس ليلى، ومجنون لبنى، وغيرهم الكثير.(5)
 وقد اتسعت مواضيعه، وتطوَّرت أساليبه، وأصبحت معانيه وألفاظه أكثر رِقَّة ولطافة، بعيدًا عن جزالة اللغة، مماشاةً لحالة العصر الجديد، والمظاهر الدينية والثقافية، وقد خاض حرب هذه الأحداث الشعراء، حيث إنَّ كل شاعر آن ذاك عبر عن الأفكار والمفاهيم التي تَحيَّز لها، ويمكننا القول إن الشعراء والأُدباء عامَّةً كانوا يُمثِّلون الصحافة المحلية لتلك العصور العربية القديمة، إنما الشاعر هنا يرتدي عباءة الواعظ الذي يدعو الناس للدين الحنيف ويذكرهم بمعالمه فَيُرْسِي قواعد الدين أولًا بسرد أركان الإسلام الخمسة.
وكما كان الشعر في صدر الإسلام مركِّزًا كل اهتمامه على الدعوة الإسلامية، فقد نظم الشعراء في هذا العصر في مواضيع كثيرة في الشعر، منها ما كانت موجودة من قبل في الجاهلية والإسلام، فتوسَّعوا فيها وأكثروا منها، ومنها ما هو جديد ابتكروه استنادًا على ظروف الحياة ومتطلباتها، ومنها ما كان له أثر من الجاهلية والإسلام، فأضافوا عليها وعدَّلوا قواعدها حتى جعلوها غرضًا مُستقِلًّا بحدِّ ذاته، وكذا كانت اللغة تميل إلى السلاسة والبساطة خروجًا عن اللغة المقعرة.
وتمضي القصيدة تتحدث عن باقي فرائض الإسلام من صومٍ وزكاةٍ وحجٍ، وهنا يثبت الشاعر (السيد الديداموني) هُويته الدينية ويدعو لما يعتنقه من عقيدة، فيعمد إلى نظم أبيات القصيدة بصبغته الدينية الخالصة في نظم القريض، ذلك أنَّ للشعر عنده مكانةً عُليا وأهدافًا سامية في تبليغ رسالات السماء وإرساء قواعد الدين الحنيف.
ثم ينقلنا الشاعر نقلة نوعية إلى قصيدته المعنونة (درر الأنام في تاريخ الإسلام) حيث التاريخ العظيم وحضارة الدولة الإسلامية واتساع رقعتها ورفعة مكانتها بين الدول حيث يقول:
**********************
دَعْ مَنْ تَرَنَّمَ بِالْمَدَائِحِ وَالْغَزَلْ
وَاسْمُو بِحَرْفِكَ بَيْنَ أَجْدَادِ الْأُوَلْ
هُمْ لِلْكَوَاكِبِ حُسْنُهَا وَضِيَاؤُهَا
نُورُ الْهِدَايَةِ دُونَهُمْ لَا يَكْتَمِلْ
هُمْ دُرَّةُ الْإِسْلَامِ هُمْ تِيجَانُهُ
أَهْلُ الْمَنَارَةِ وَالْبُطُولَةِ وَالْجَلَلْ
دَعْ مَا تَنَاقَلَ مِنْ أَسَاطِيرِ الْوَرَى
إِلَّا الَّتِي قَدْ قَادَهَا خَيْرُ الرُّسُلْ
تِلْكَ الْحَفَاوَةُ فِي رِيَاضِ مُحَمَّدٍ
كَمْ غَزْوَةٍ رُبِحَتْ بهِ حِينَ اقْتَتَلْ
نَشَرَ الْمَحَبَّةَ وَالسَّلَامَةَ بَيْنَنَا
فَتَمَاسَكَتْ أَوْصَالُنَا بَيْنَ الدُّوَلْ
*********************
الأدب الذي أرده الشاعر (السيد الديداموني) هو ذاك المصبوغ بالصِّبغة الربانية، والذي يقوم على أساس القاعدة الإسلامية، هو الأدب الخالد الذي يبقى لارتباطه بهذه القاعدة الربانية الباقية المحفوفة بعناية الله وحفظه، ونظرًا لهذا الارتباط بهذه القاعدة، فإن الأدب المنبثق منها أدب مِعطاء مثمر للحياة الإنسانية، إذ يبذر منها معاني الخير والفضيلة ويقتلع منها جذور الشر والرذيلة، يرصد تاريخ الأمم ويُعَرِّف الناس بتاريخهم رغم أنه يتسم بالتقريرية والمباشرة، وذلك لأنه يقوم بوظيفة تأريخية حِكائية هادفة إلى المعرفة أكثر منها إلى الخيال والرمز.
وفي تقديري أنَّ الأدب الإسلامي يلتقي مع الإسلام في تقرير عبودية الإنسان لله رب العالمين، ورفض ما سواه، ومن هنا فإنه وظيفة الشاعر المطبوع بالصبغة الدينية المتعددة بتعدد الأدوار التي يؤديها، فيصبح المربي والمصلح الاجتماعي والمفكر والمؤرخ وغيرهم، ذلك لأن جميع فروع الحضارة الإسلامية تنبع من مشكاة واحدة وتلتقي في نقطة وهدف واحد؛ لذا فقد اجتمعت خصائص الإسلام ومميزاته على جميع فروع وجوانب الحضارة الإسلامية.
يعرض الشاعر في الجزء الثالث لقصيدة (درر الأنام في تاريخ الإسلام) حرب الفرس والروم قائلا:
نَحْنُ الْمُلُوكُ فَمْن يُعَادِي مُلْكَنَا
وَلَنَا الْمَمَالِكُ وَالزَّعَامَةُ تَنْتَقِلْ
مِنْ بَأْسِنَا سَيْفٌ يُسَلُّ عَلَى الْعِدَا
مَا إِنْ رَآهُ الْخَصْمُ فَرَّ بِمَا حَمَلْ
فَتْحُ الْعِرَاقِ بِبَأْسِهَا وَقَتَادِهَا
قَدْ مَدَّهَا الْإِسْلَامُ حُسْنًا وَانْسَجَلْ
حَمَلَ اللِّوَاءَ ابْنُ الْوَلِيدِ مُقَاتِلًا
وَلَهُ الْإِمَارَةُ ذَاكَ مِفْتَاحُ الْأَمَلْ
مَا قَادَ حَرْبًا أُشْعِلَتْ بِلَهِيبِهَا
إِلَّا وَأَصْبَحَ شَامِخًا مِثْلَ الْجَبَلْ
وَأَبُو عُبَيْدَةَ لِلْإِمَارَةِ بَعْدَهُ
تِلْكَ اللَّآلِئُ مِنْ رُؤَاهَا نَكْتَحِلْ
فَأَتَتْ جُيُوشُ الْفُرْسِ فَوْقَ عَتَادِهَا
جُنْدًا كَثِيفًا بِالنَّوَاحِي وَالْقَبَلْ
قَدْ أَقْبَلُوا بَعَتَادِهِمْ وَحُصُونِهِمْ
حَرْبُ الْعِظَامِ أَجِيجُهَا لَا يُحْتَمَلْ
***************
يُبَيِّن تاريخ نشأة الشاعر أنه ترعرَع في مَحضِن الدين والمعتقَد منذ ظهوره، وأن "الأدب والدين مُتلازمان في حياة الإنسان، وكلٌّ منهما مغروس في فطرته، يَنبعان منها، ثم يَمضيان مُتلازِمَين في التاريخ البشري"(6)
لقد أدرك الشاعر (السيد الديداموني) أنَّ الدين يقيم اعوجاج تدهور الأمم، ولذا فقد قرَّر "أرنولد تونبي"(7) في مقولته الشهيرة "أن أزمة الحضارة في الغرب هي الدين، وأن الحضارة الغربية المتدهورة لا يمكن إنقاذُها إلا بالدين"(8).
 يعرض الشاعر التاريخ الإسلامي منذ نشأته في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، مرورًا بالخلفاء أبي بكر وما تم في عهده من ازدهار للدولة الإسلامية، ساردًا أهم ملامح هذا الازدهار، ثم حروب الفرس بما فيها من ألوية وتجهيز الجيش.
ثم يمضي تأريخ النظم في القصيدة إلى عهد الخليفة العادل عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث يستعرض الشاعر (السيد الديداموني) أهم ما قد تم من منجزات في هذا العهد من تدوين التاريخ الهجري وإنشاء أول الدواوين وعزل القضاء عن السياسة، واتساع الدولة الإسلامية وكثرة الفتوحات من بلاد الشام وفلسطين والعراق إلى غير ذلك، حيث يقول في الجزء الرابع:
قَدْ قَوَّمَ التَّارِيخَ فِي إِصْدَارِهِ
مِنْ هِجْرَةِ الْمَبْعُوثِ كَانَ الْمُقْتَبَلْ
وَضَعَ الْمَعَارِفَ فِي السِّيَاسَةِ وَالتُّقَى
قَدْ أَنْشَأَ الدِّيوَانَ أَوَّلَ مَنْ فَعَلْ
عَزَلَ الْقَضَاءَ عَنِ السِّيَاسَةِ كُلِّهَا
حَقًّا رَصِينًا لَا يَجُورُ وَلَا يَضِلْ
فَكَأَنَّهُ دُرٌّ تُعَانِقُهُ السَّمَا
ضَاءَ الْبَرِيَّةَ فِي رُؤَاهَا مَا طَفَلْ
فَتَحَتْ بِلَادُ الشَّامِ بَيْنَ ذِرَاعِهِ
مَدَّ الْعُرُوبَةِ وَالْبُطُولَةِ وَالْأَمَلْ
فَتَحَتْ فَلَسْطِينُ الْأَبِيَّةُ حِصْنَهَا
بَعْدَ الْحِصَارِ لَهَا الْخَلِيفَةُ قَدْ رَحَلْ
*****
هكذا نَلحظ علو القصيدة في بعض صورها الجمالية خروجًا عن التقريرية والمباشرة وصولًا إلى حدود المستوى الجمالي متعدد الدلالات والتشبيهات حين يتحدث الشاعر عن القضاء، وهو يقول: "فَكَأَنَّهُ دُرٌّ تُعَانِقُهُ السَّمَا**ضَاءَ الْبَرِيَّةَ فِي رُؤَاهَا مَا طَفَلْ" وهنا نقول باختمار التجربة الشعرية لدى الشاعر (السيد الديداموني) ونضوجها، وعليه يصبح على الشاعر أن يجتهد في هضم البحور الخليلية والاشتغال عليها في المستقبل، ولعل تجربته مع بحر الكامل في أولى أعماله تُعطي له دافعًا محفزًا للمضي قُدمًا في دروب الإبداع.
وتمضي القصيدة في سرد تاريخ الخلفاء عثمان بن عفان رضي الله عنه، مرورًا بعلي بن أبي طالب كرم الله وجهه، وصولًا للحكم الأُموي، وأخيرًا عمر الثاني عمر بن عبد العزيز.
وقد نلمح بعض الصور الجمالية في الأجزاء الأخير لقصيدة (درر الأنام في تاريخ الإسلام)، ومنها ما جاء عن سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه حيث قال الشاعر : " نَشَرَ الْعُلُومَ وَأَوْقَدَ النُّورَ الَّذِي**عَمَّ الْفُؤَادَ وَأُشْبِعَتْ مِنْهُ الْمُقَلْ "
وهنا يدرك الشاعر أنَّ هناك نِظامًا يحكم قوانين اللغة ويحدد مكوناتها، مهما كانت اللغة بسيطة أو بدائية، ويتحدد بهذه القوانين طبيعة اللغة وأنظمتها الصوتية والصرفية والنحوية، غير أنَّ هناك تشكيلًا لُغويًّا فنيًّا خاصًّا، له قوانينه الخاصة التي لا تخرج عن قوانين اللغة تلك، ذلك أنَّ التشكيل اللغوي الفني يمثل نظامًا خاصًّا في بنية اللغة، من حيث استخدام الإيقاع، أو توظيف التصوير، وهذا يعني أنَّ هناك تطورًا في وظيفة اللغة وتوظيفها لدى الشاعر، وأنَّ هناك ثراءً في طبيعتها، وتغيرًا في مكوناتها الإشارية، أي أنَّ "التطور من العلامة والإشارة إلى المفهوم المجرد والرمز معناه تطور اللغة من الوفاء فحسب بوظيفتي الإعلام والإخبار إلى الوفاء بوظيفتي التصوير والصياغة" (9)
إن العلاقة بين الدِّين والشعر علاقة صميمية وطيدة منذ فجر التاريخ، ولا يمكن تَعليل هذا الارتباط التاريخي، إلا بكون "الدِّين فطرة نابعة من وجود البشر، ضاربة بجذورها في نفوسهم؛ هناك قوة جاذبة، تشدُّ المخلوق إلى الخالق، وتربطه ارتباطًا وثيقًا، لا فكاك منه"(10).
وهكذا طبع الشاعر (السيد الديداموني) في ذهن المتلقي مرجعيته الدينة وبصمته الروحانية من مطلع ديوانه، فكان شعره متصلًا بالقيم المثلى والمثل العليا للإسلام، بدأ بالقصيدة الأولى (أركان الإسلام) وما بعدها قصيدة (درر الأنام في تاريخ الإسلام) وقد حافظ الشاعر في قصيدتيه على أغراض الشعر التقليدية التي استخدمت من قبل، وعمد إلى بصم موهبته من البداية بإرث ديني وميراث قيمي والذي تجلَّى بصورة واضحة ومبهرة في شعره وبكمٍّ هائلٍ، ولذا فقد كان شعره من البداية إلى النهاية مقتصرةً فقط على الجانب الدينيِّ لترسيخ المفاهيم التي تحدد عوامل الشخصية المطبوعة في الذات الشاعرة.
ونخلص إلى ما يلي:
******************
-          أن الشاعر المتميز هو ذاك المهتم بالمبادئ المثلى، فالشعر قضية، والمبدع الحق هو صاحب القضية، يرصد المشكلات ويصف الداء، ويقدم الحلول والعلاج، من خلال ما اكتسب من إرث حضاري وديني وعاطفي في سرد الأحداث الاجتماعية السائدة أو تأريخ الأحداث الماضية، فيعالج المشكلات من خلال الجانب الإيجابي لوظيفة الشعر الاجتماعية وهو "يؤكد على تعليم الفضائل، وتخليد قيم الجماعة" (11).

-          يُعتبر الشعر ذو النزعة الدينية الإسلامية عند الشاعر (السيد الديداموني) من المفاهيم الفكرية التي حثَّت على إظهار كلمة الحق، وفضح الظلم والاستبداد والطغيان، وتأريخ الأحداث وسرد التاريخ الإسلامي.

-          وفي تقديري أن هذا المفهوم يدل على عقلية فكرية سليمة ومتزنة، لها مرجعيتها التي تتخذ من الصبغة الدينية قيمها، كما تتخذ من التاريخ الإسلامي عنوانًا حضاريًّا في بناء ورقي الأمة، مما يدل ذلك على ضرورة رفض الظلم والاستبداد وإحقاق الحق، الذي يرتقي بالأمة، لأنَّ الأمم التي تعرف تاريخها وأمجادها حريٌّ بها أن تنهض وتتحرر وتتقدم.

-          لقد ظهرت النزعة الدينية في شعر (السيد الديداموني) منذُ بداية الديوان وحتى نهايته ليُعلن عن هويته كشاعر فصيح، وأن اللغة العربية الفصيحة هي لغة الوحي الذي تنزل بها من السماء على خير الورى معلمًا للبشرية، فاعتزاز الشاعر باللغة جاء من صبغته الدينية الحنيفة، ولذا عندما تحدث عن الدين والتاريخ والأمجاد كان من خلال تشريف لغة الرسالة، وهي ببلاغتها تهزم السيوف إذا اقترنت بالدين المرسل، والصدق الموشوم في قلب الشاعر.
-          حينما سرد الشاعر تاريخ الخلفاء وحروب الفرس في قصيدة (درر الأنام في تاريخ الإسلام) فكأنه يحيلنا بالذكرى إلى الشعراء الذين استخدموا الشعر واللغة لوصف المعارك والفتوحات الإسلامية التي خاضها المسلمون، وتصوير بطولات الصحابة الفردية والجماعية ووصف شجاعتهم وثباتهم الشديد وتصوير هول المعارك، وتأريخ الأحداث التاريخية لما لها من مكانة في صنع الشخصية وتعديل السلوك.

المراجع والهوامش
***************
1-        د. شوقي ضيف، تاريخ الأدب العربي، العصر الجاهلي، الطبعة الحادية عشرة، دار المعارف، 1119، خصائص الشعر الجاهلي ص183 -231.
2-        سعيد يقطين: ت، عتبات (ج.جينيت من النص إلى المناص)، عبد الحق بلعابد، الدار العربية للعلوم ناشرون، ط1، 2008، ص15.
3-        معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي المعجم الوسيط، اللغة العربية المعاصر، الرائد، لسان العرب، القاموس المحيط.
4-        المعجم الوسيط، اللغة العربية المعاصر، الرائد، لسان العرب، القاموس المحيط.
5-        فالح الحجية، الموجز في الشعر العربي، دراسة في العصور المختلفة للشعر العربي، مراجعة وتقديم د.شوقي ضيف، منشورات مطبعة أوفيست الميناء، 1985، ص113-182.
6-        م: د. عدنان علي رضا النحوي، "رسالة الأدب بين منهجين وحضارتين"، المشكاة "الملتقى"، 1998، ص: 89.
7-        مؤرخ بريطاني، توفي في 22 أكتوبر 1975.
8-        أنور الجندي، "صفحات مضيئة من تراث الإسلام"، ص: 41.
9-        أ.د.عبد المنعم تليمة، مقدمة في نظرية الأدب، ص 23.
10-     د. نجيب الكيلاني، "الإسلامية والمذاهب الأدبية" ص: 17، 18.
11-     د.عماد عبد اللطيف، "ماهية الشعر ووظائفه وأدواته"، ص261،262.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق