الثلاثاء، 12 مارس 2019

خاطرة نجمة السعادة بقلم الرائع سامر الشيخ طه



(خاطرة بعنوان نجمة السعادة)
ذاتَ يومٍ وأنا طفلٌ صغيرٌ في حوالي الرابعة من عمري ،استيقظتُ مع الفجر لقضاء حاجةٍ
وجدتُ أمِّي في فناء البيت جالسةً على سجادة الصلاة تدعو وتبتهلُ وتنظر إلى السماء
جلستُ قربها على السجادة ونظرتُ معها إلى السماءِ فوجدتُ نجمةً مضيئةً لم أعهدْها من قبلُ فهي لا تظهر في الليل حيث أكون مستيقظاً
أثارتني تلك النجمة بجمالها وشدة توهجها فسألتُ أمي :
ماهذه النجمةُ يا أمِّي؟
قالتْ لي: إنها نجمة السعادة
قلتُ باستغراب!
نجمة السعادة؟
قالت أمي: نعم ، من يراها كلّ يومٍ يصبحُ سعيداً
وقامت أمي بعدها لأداء واجباتها المنزلية وعدتُ أنا للنوم
لم أدركْ يومها ما سرُّ السعادة في نجمة الصبح التي تظهر مع الفجر؟ 
وغفِلتُ عنها طويلاً فضيَّعتُ السعادةَ التي تمنحُها النجمةُ
قالت لي أمي يوماً :
يابني أنا أستيقظ يومياً قبل الفجر ولا أذكرُ أنَّ الشمسَ قد طلَعتْ عليَّ يوماً وأنا نائمة
اليومَ وأنا عائدٌ من صلاة الفجر في المسجد وفي طريقي إلى البيت، نظرتُ إلى السماء فأثارتني تلك النجمةُ التي غفِلتُ عنها عقوداً
أدركتُ اليومَ المعنى الحقيقيَّ للسعادة التي تمنحها تلك النجمةُ
الاستيقاظ المبكِّرُ منحةٌ من الله جعل فيه السعادةَ لعباده الصالحينَ، ففي الصباح تُوزَّعُ الأرزاقُ ومن كان حاضراً نالَ رزقَه ومن غيَّبه النومُ غيَّب الله عنه الرزقَ حتى يغيِّبَه الموتُ
يقول تعالى في كتابه العزيز:( وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا)
وقال عليه الصلاة والسلام( رزق أمتي في بكورها) أو كما قال عليه الصلاة والسلام
المهندس: سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق