السبت، 16 مارس 2019

الدرس الثالث عشر في بناء القصيدة الشعرية -للهواة والدارسين والشعراء بقلم الرائع نجاح جاب الله


الدرس الثالث عشر
في بناء القصيدة الشعرية -للهواة والدارسين والشعراء/تحياتي/نجاح جاب
الله
=======================================
حضرات السادة المحترمين-
وصلتني رسائل كثيرة جدا تطلب التركيز في بناء القصيدة الحرة أو مايسميه العروضيون (شعر التفعيلة)
وأنا طبعا أعرف مثل غيري من المختصين والمتخصصين ألسبب وراء ذلك
وذلك لأن شعر التفعيلة يتنازل طواعية عن الالتزام بالبحر الشعري وعدم الالتزام بالقافية لكنه يلتزم التفعيلة الواحدة
والسؤال المهم :كيف نكتب قصيدة موزونة على أحد التفعيلات؟

والإجابة في خطوتين:-
الأولى:-أن نتذكر أن :- أن العصر الحديث ظهرت فيه نمازج متطورة تتمرد على الالتزام بالبحر الشعري والقافية الواحدة مما أدى إلى ظهور الأنواع الآتية:-
-القصيدة العمودية وفيها يلتزم الشاعر بالوزن والقافية وهو مايسمونه القصيدة الكلاسيكية (The classic poem)وهو ماالتزم به رب السيف والقلم محمود سامي البارودي
-القصيدة العمودية متعددة القوافي مثل قصيدة سكن الليل التي غنتها فيروز
-القصيدة الحرة أو مايسميه العروضيون شعر التفعيلة وهو موضوعنا هذا
-القصيدة النثرية وهي محل اعتراض دائم من النقاد والمختصين وهذا اللون ظهر على يد نازك الملائكة عام 1947 ووضعت له شروط التوهج العاطفي والصحة اللغوية لكن هذا النوع من القصائد لاقى اعتراضا كبيرا من الشعراء والنقاد ولم يعترفوا به شعرا حتى وقتنا هذا وحجتهم في ذلك أن الشعر موهبة وأن الصحة اللغوية سواء نحوية أو إملائية أو تراكيب جمل لاتنم عن موهبة بل هي دراسة مكتسبة وكذلك التوهج العاطفي انفعال غريزي عند كل الناس ولاينم عن موهبة
إذن موضوعنا الآن هو القصيدة الحرة 
=====================
وهذا النوع صال وجال فيه معظم الشعراء المعاصرين وعلى رأسهم نزار قباني وفاروق جويدة والكثير جدا أمثالهم

أما الخطوة الثانية في العلم والدراية والقدرة على بناء قصيدة حرة ركيزتها التفعيلة يجب أولا معرفة التفعيلات
وهي(فعولن*فاعلن*متفاعلن*مستفعلن*مفاعلتن*مفاعيلن*فاعلاتن*مفعولاتُ*فاع لاتن*مستفع لن)
وهذه التفعيلات العشرة كتابة والثمانية نطقا لا بد من العلم بها أولا وقد درسناها في الدروس السابقة.

والسؤال المهم:هل المعرفة بالتفعيلات واللغة يكفي لبناء قصيدة حرة وسليمة ؟
والإجابة بالطبع نعم هذا يكفي ولهذا السبب .

(نحن أخرنا دراسة الدوائر العروضية والبحور الشعرية العمودية لما بعد)
======================================

والسؤال الأهم :هل القصيدة الحرة التي تنتسب لشعر التفعيلة يكفيها تفعيلة واحدة أختارها أنا؟
والإجابة نعم أنت تختار التفعيلة المناسبة لكلماتك من البحور الصافية

وماهي البحور الصافية؟
البحور الصافية هي التي تتكون من تفعيلة واحدة مكررة بانتظام 
وهي في الأصل ستة بحور وذاد بعض العروضيون واحدا وقالوا هم سبعة
(الكامل، الوافر، الرجز، الرمل، الهزج، المتقارب، المحدث أو المتدارك.)
(متفاعلن-مفاعلتن-مستفعلن-فاعلاتن-مفاعيلن- فعولن -فاعلن)

سؤال آخر هل يمكن استخدام تفعيلات أخري غير السبعة ؟
والإجابة (نعم) (هذه وجهة نظر خاصة بنا)

سؤال آخر مهم :هل إذا تعاقبت السكنات بعد الحركات بانتظام يكون ذلك شعرا؟
والإجابة نعم (هذه وجهة نظر خاصة بنا)

أما الخطوة الثالثة فهي الكتابة أو نسميها البناء الشعري أو النظم الشعري
والسؤال الأهم :هل أكتب أولا ثم أزن أم لاأكتب حتى أزن السطور؟
والإجابة طبعا أكتب أولا ثم أزن

ولنضرب لذلك مثالا
القصيدة أسفل كتبتها أولا كما هو واضح في المثال الآتي ثم وزنتها أسفل قارن بينهما -قارن بينهما .
سؤال: نحن طبعا نضع عملية التدوير سواء اللغوية أم القافية في الحسبان حين نفكر في نظم القصيدة الحرة ولكن هل يتم ضبط عملية التدوير قبل الوزن أم بعده؟

والإجابة طبعا بعد الكتابة وأثناء محاولات ضبط الإيقاع أو الوزن 
===================

ياسيّدتي
هذا فراشٌ...صتعته لك بنفسي
بمخيطي...وضفائر من تيجانك
كنت استرقتها منك...حين سكرنا 
وهذا السرير ..جعلت الملاءات أكواما ومرصوصة
.وهذي الوسائد ..وهذي النمارق..كلها..مصفوفة
هيا أطيعي الهوا وعلي النمارق فاضجعي
هيا اطلعي
كونى كما!!! وأنا كما!!! ثيابك فاخلعي
إما سكارى........... أوتموتين معي
أنا الحياة فيك.... وأنت في مخدعي
أغوص في بئر الهوى ...
ملآن يرتشف الرحيق من النوى 
ياويحنا ..النار تحرقنا فلا أعود ولم ترجعي
======================
ثم تم وزنها على النحو التالي

الغيرة القاتلة.....تحياتى نجاح جاب الله
.........متفاعلن/(///0//0)
هذا الْفراشُ ....صنعْتهُ
هذى وسادةُ حبِّنا ..فى مخدعى
هذا السرير ....نصبْتهُ
هيَّا اطلعى...إما الْبياتُ على سريركِ
أو تنامين الْهوينا فى ثنايا أضلعى
إيَّاكِ أنْ ........وأنا كذلك ...لا ...ولنْ
إنْ تفْعلى..........قدْ لا...أسامح أدمعى
هذا الزُّجاجُ على منافذَ قصْرنا...لاتنْظرى
هلْ تعْلمينَ لم الزُّجاجُ ...كذا الْفَخارُ بنيتهُ؟
كلُّ الْأوانى ليستْ لنا ...كى تُطْعمى
لا ..لا ..أنا لسْتُ الَّذى ...لاأدَّعى
فأنا حياتى أنْتِ بلْ...أنت الّـتى ...فلْتسمعى
كونى كما....وأنا كذا...إما مواتاً أو معى
أما الزُّجاجُ..... كذا الأوانى ...والرَّحا
لأحطِّمنَّ قديدها....وأكسِّرنَ حصيدها
فوقَ الرءوس ...عظامها...لاتكْفنى
إن شكَّ قلْبى ...... أن...تظنِّى تخْلعى
فلْتحذرى...إما فناءً ....لن ترجعى
================
تأمل كيف تمت عملية التدوير في الوزن وفي اللفظ والقافية

والآن طبق مافهمت من خلال التدريب الآتي:-
س1-هل تمت عملية التدوير فى الوزن؟
س2-هل تمت عملية التدوير اللغوي في القافية؟
س3-اذكر مثالا واضحا لحدوث عملية التدوير في السطور .
س4-ماهي التفعيلة التى تم نظم السطور عليها؟
* الإجابة أسفل السطور (السطور جزء من قصيدتنا طاب الصباح
================
طاب الصّباحُ 
مؤذَّناً ليلى هنا
فتبسَّمتْ كل الدنى..................تهواها
أهْواكِ ليلى 
في عيوني .........................والْمنى
والعين تدعو ربّها ................يرْعاها
هامتْ بحبك أضلعي ..........ومفاصلي
عذراً لهمْ سبحان منْ............. سوَّاها
ليلى .......تعالى .....ذوِّبي.... جرْح الْهوى
الشوْقُ يبقي إن ينلْ ................ذكْراها
====================
الإجابة
ج1-نعم تمت عملية التدوير في الوزن
ج2-نعم تمت عملية التدوير اللغوى في القافية
ج3-المثال الواضح لعملية التدوير هو(الكلمات (تهواها-يرعاها-سوّاها-ذكْراها)قافية واحدة على وزن واحد ومهما نبتعد ونزيد بالسطور فإننا نرجع ونعود إليها مرة أخرى (عملية تدوير لغوي في القافية)
-إذا وضعنا (ليلى تعالي ذوّبي جرح الْهوى الشوق يبقى إن ينلْ ذكْراها)سنجد أنها تفعيلات متكررة رغم أنها لاتتصل في كلمة واحدة ولا سطر واحد(عملية التدوير في الوزن)
ج4 التفعيلة هي تفعيلة البحر الكامل وهو من البحور الصافية (متفاعلن) مع وجود زحافات وجوازات وضرورات مقبولة
==========================================

وإلى الدرس الرابع عشر بإذن الله تعالى.../نجاح جاب الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق