الخميس، 12 أبريل 2018

جواد موسى

كانا على بعدِ نظرة
قريبينْ جداً
وبعيدينْ

كانت المسافةُ بينهما تُقَدَر بِمَنْ يبوحُ اولاً
رغبةُ الانتصارَ على الآخَرْ
او ربّما الخوفْ

كان يجمَعَهما شيءٌ مشتركْ
خفْقُ القلوبِ في لحظةِ اللقاءِ الغير مُحَدّدْ

ومما اتذكّرْ
انّ الشَّعْرَ الحريريّ كان يطوفُ حولّ خدًّ من عبَقِ الخجلْ

ومما اتذكّر صوتَها الرقيقْ
وتمْتَمَةٌ من ثغرِ المُقَلْ

كانا على بُعْدِ نظرة 
وكان بينهما وادٍ عميقْ

وكان الشوقُ يشتَعِلْ
والعيون يفضحُها لمعانُ ذاك البريقْ
لم يقلْ احدهما شيئاً
كأنّ الحروفَ هوَتْ من ثغريهما 
وتفتَّتَتْ على صمتِها القُبَلْ

والعناقُ بكى وحيداً على حافّة اللقاءْ
كانا في امسِّ الحاجةِ للعناقْ
لإخمادِ ما اشعلهُ الشوقُ من حريقْ

وعلى مقربةٍ منهما كان قطارُ الرحيلْ
يمضَغُ كلّ حكاياتِ الغزلْ
وعلى شبابيكِهِ الف حكاية صمتٍ
نزَفَتْ على الطريقْ

وخلفهما بحرٌ من الاحلامِ طَفَتْ
مراكبٌ فوقَهُ من الأملْ

والكلامُ يلوحُ بيديه لمْ يَدْنُ منهما أحدٌ
كي ينقذَ الحرفَ الغريقْ

واختفتِ المسافةُ بينهما وابتلعَ البحرُ الحكاية
والمركبُ شدّ شراعَهُ في البحرِ وارتحلْ

جواد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق