الجمعة، 14 ديسمبر 2018

نار و جعفور و حرائق بقلم الرائع أحمد محمود



قصيدة : " نار وجعفور وحرائق"- المقطع الثالث: نار شبت في خيمتنا
شعر د. أحمد محمود 6 ديسمبر 2018
دفعني الشوق والحنين إلى اللعب
وانجرفت إلى التحرك بانسياق
تناولت علبة ثقاب أخرى من خيمتنا
ورحنا نشعلها ونلقي بها دون إخفاق
" اترك لي بعض الأعواد"
قال لي صديقي بلهفة المشتاق
أجبت بصوتً عالٍ، مرتفع دفاق:
"خذ ما شئت فالأعواد كثيرة في خيمتنا،
هيا نتسابق في رمي النار والإطلاق".
رحنا نشعل النار ونلقي بها في كل اتجاه
وكأننا نود الفوز في مباراة أو سباق
كنا نلقيها تجاه طابون بنته أمي
من طين الأرض ومن تبن يسرع التماسك والالتصاق
كم كنا نهوى الألعاب في ذاك العمر
وكم كنا لألعاب النار مغرمين وعشاق!
لم نكن ندري أننا نحيا في زمنٍ
خادع منافق، بالإغراء دفاق
كانت أمي تخبز وتطهو طعامنا
في طابون كان "جعفوره" سريع الاحتراق
كان "الجعفور" جافاً، يابساً ودقيقاً
فالتقط النار من الثقاب بسرعة البراق
ما زلت أتذكر كيف كانت حيرتنا
عندما شبت السنة النيران في "الجعفور" المشتاق
غاصت قلوبنا بين أرجلنا وأقدامنا
عندما اشتعل الطابون وتعالت ألسنة اللهب الحراق
وبجوار الطابون كانت كومات "جعفور"
التقطت النار وازداد اللهيب احتراقاً على احتراق
وامتدت النيران عالية تخترق الآفاق.
بقلمي: د. أحمد محمود
الجعفور = لفظة عامية كانت سائدة في بلاد الشام وهي تعني أوراق أشجار الصنوبر الإبرية التي كان يستخدمها أهالي المخيمات وقوداً لطوابين الخبز والطهي على الطابون.كان يتم جمعها من غابات الصنوبر المحيطة بمدينة بيروت.والجعفور سريع الاشتعال كالقش والهشيم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق