حقوق المرأة وواجباتها
مصدر واجبات المرأة في واقع المجتمعات الغربية هو سلطان المصالح المادية . إن الغرب لايقيم وزنا لغير العامل المادي في نطاق إقامة المجتمع ورعايته في حين أن المبادئ الإسلامية تنظر إلى العامل المادي على أنه واحد من عوامل كثيرة. أما مصدر الحقوق التي تتمتع بها المرأة في المجتمعات الغربية ، فهو أنوثتها التي ينبغي أن تسخر كأثمن أداة لمتعة الرجل وسعادته.
الواجبات الني أناطتها الشريعة الإسلامية بالمرأة شيء واحد هو عبوديةالمرأة لله عز وجل ، ولا فرق في هذه العبودية بين الرجل والمرأة.
وكل ماتقرؤه في الشريعة الاسلامية من المبادئ والاحكام المتنوعة إما أن تراه داخلا في حقل الواجبات المسماة بحقوق العباد. أما مصدر الحقوق التي متع الله بها المرأة عن طريق دينه وشريعته فإنما هو إنسانيتها . وتساوي المرأة مع الرجل في الإنسانية يستوجب تساويهما في الحقوق.
تتجه أحكام الإسلام إلى الفرد أولا ،تعالجه من خلال الواجبات تهذيبا وتقويما ، وترعاه من خلال الحقوق حماية واسعادا، ثم تتجه إلى الأسرة تحوطها بإطار القدسية وترعاها بتقوية الوشيجة وإشاعة المسؤولية ، وتغذيها بتبادل الحب والاحترام.
ثم تتجه إلى المجتمع تقيم أركانه من لبنات تلك الأسر ، وتعلى أسواره بأنظمة الحكم وسياسته، والصلة بين الحاكم ورعاياه. فمن خلال هذه الاحكام التي لوحظت فيها رعاية الفرد فالاسرة فالمجتمع، تجلت حقوق كل من الرجل والمرأة وواجباتهما في الإسلام .إن كلا من الرجل والمرأة شريك للآخر في كليات الحقوق الانسانية دون تمايز أو اختلاف في شيء من تلك الكليات ، وأبرزها حق الحياة، وحق الحرمة وحق الأهلية وما يتبعه من الحقوق الاقتصادية والسياسية والاجتماعية. ويستدعي ذلك ان يكونا شريكين في الواجبات التي تقتضيها عمارة الحياة الانسانية من البدء بإصلاح الفرد ثم الأسرة ثم المجتمع، بحيث يتقاسمان بينهما جهودا متكافئة الخطورة والأهمية في سبيل إقامة تلك الحياة ورعايتها .*
اعداد: قاسم محمد المجالي
فارس وسفير سلام، كاتب وباحث
----------------------------
المؤتمر الاسلامي الدولي
منزلة المرأة في الاسلام *
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق