الجمعة، 18 يناير 2019

زورق الأيام بقلم الرائع حكمت نايف خولي


زورق الأيام
زورقُ الأيامِ يمضي نحو شطآنِ المغيبْ
يعبرُ الأزمانَ مسحوراً مسوقاً للسَّرابْ
مُحبَطاً ينسابُ قسراً بين أمواجِ الضَّبابْ
يحملُ الأوجاعَ تروي
قصَّةَ الإنسانِ والعمرِ الكئيبْ ....
قصَّةَ الإنسانِ يطويهِ الوجودْ
كهباءٍ ضائعٍ بين الرَّغامْ
كسحابٍ بخَّرتْهُ الشمسُ في أفْقِ السَّماءْ
فتلاشى مثلَ طيفٍ في تلافيفِ الفضاءْ
وتوارى كخيالٍ في حنايا اللاوجودْ ....
تاركاً في الكونِ ذكرى ...
أنَّ كلَّ العمرِ وهمٌ من أمانٍ ووعودْ ...
وحياةُ المرءِ دربٌ مسرِعٌ نحو الفناءْ 
كلُّ ما نلقاهُ فيهِ من أنينٍ وشقاءْ 
ودموعٍ وابتساماتٍ وضحكٍ وبكاءْ 
ومسرَّاتٍ وحزنٍ وعذابٍ وهناءْ 
كلُّ ما نجنيهِ فيهِ من قلاعٍ وقصورٍ وثراءْ 
كلُّ ما نحياهُ فيهِ من ملذَّاتٍ وطيبٍ ورخاءْ 
سوف يفنى ....سوف يمضي... حاملاً نحو التلاشي ...
كلَّ أوهامِ الأماني مطفئاً وهجَ الرَّجاءْ ...
فلِما لا نزرعِ الدَّربَ زهوراً ووروداً وعطاءْ ؟
ولِما لا نحطمِ الأغلالَ نعلو فوق أسوارِ الحدودْ ؟
ولِما لا نهدم الجدرانَ نطفو فوق أشواكِ القيودْ ؟
ولِما لا نملأ الآفاقَ عشقاً وغراماً وغناءْ ؟
ولِما لا نفرشِ الأرضَ بساطاً من تآخٍ ووفاقٍ وسلامْ ؟
ننشرِ الحبَّ سحاباً وغيوماً وغطاءً للأنامْ ؟
حكمت نايف خولي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق