السبت، 19 يناير 2019

عهد الطفولة بقلم الرائع سامر الشيخ طه


الطفولة هي الحلم الذي يحيا مع الإنسان في كل مراحل حياته ليذكره دائماً ببراءته ونقائه وطهره بعد أن تكون المراحل التالية قد شوهت هذه البراءة وذلك النقاء وذلك الطهر وقصيدتي ( طفولة دائمة) تعيش هذا الحلم

عهدُ الطفولةِ عهدٌ حاضرٌ فينا. 
مضى ولا زال في الأحلام يأتينا
عهدٌ من الحبِّ يحيا في مشاعرنا
وفي زوايا المباني من حوارينا
فهاهنا نسماتٌ من حدائقنا
وهاهنا نغَماتٌ من أغانينا
وهاهنا ضحكاتٌ كنت أسمعها
لا زال رجعُ صداها في مغانينا
وهاهنا طفلةُ الجيرانِ جالسةٌ
وهاهنا رجلٌ كهلٌ يحيينا
وهاهنا كرةٌ طفلٌ يدحرجها
وهاهنا لعبةٌ يلهو بها حينا
ولم يكنْ يومَها شيءٌ يعكِّرنا
ولم يكنْ حَمل أعباءٍ يعنِّينا
ولم يكنْ همُّنا إلاّ سعادتُنا
كأنَّما الهمُّ شيءٌ ليس يعنينا

**************************
عهدُ الطفولة لا زالتْ نسائمُهُ
في حيِّنا ياسَميناً أو رياحينا
وفي بيوتاتِنا أزهارُ نعرِفها
فلّاً وورداً ومنتوراً ونِسرينا
تَحيا مع العبقِ الماضي ضمائِرُنا
ما بين حاضِرنا تحيا وماضينا
حتى دقائِقُنا تحيا دقائِقَهُ
حتى ثوانيه ِتحيا في ثوانينا

************************
كنَّا صغاراً لنا أمٌّ تدلِّلنا 
ووالدٌ كان بعد الّله يحمينا
وإِخوةٌ ورِفاقٌ نلتقي معَهم
في كلِّ يومٍ ونلهو في نوادينا
وقد كبِرنا ولم تكبُرْ طفولتُنا
كأنَّها لم تزلْ مغروسةً فينا
نأوي إليها لنَروي القلبَ من ظمإٍ
إلى الحياة التي ظلَّتْ تُنادينا
إلى الحياة التي كانتْ تظلِّلُنا
وقد طغى القحطُ وامتدّـت صحارينا
نلهو بها عن شبابٍ شابهُ ظمأٌ
لكلِّ معنىً جميلٍ ٍ من معانينا
كأنَّها واحةٌ خضراءُ باردةٌ
فيها المياهُ وقد جفَّت مآقينا
وعن أُِناسٍ تناسَوْا أنَّهم بشرٌ
كانوا ملائكةً صاروا شياطينا
باعوا طُفولَتَهم باعوا براءتَها
باعوا عقولَهمُ صاروا مجانينا
عن كلِّ شيءٍ تخلَّوْا من مبادِئِهم 
والمالُ صار لهم في عُرفهمْ دينا
ويحكمون بما تقضي مصالحُهم 
حتى القوانينُ ما عادت قوانينا
أيامنا حلوةً كانت وشائقةً
ومثلها حُلوةً كانت ليالينا

حزيران. ٢٠٠٨
سامر الشيخ طه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق