الأحد، 13 يناير 2019

طال انتظاري بقلم الرائع عبد العزيز بشارات


---------------- طال انتظاري --------------------------
طال انتظاري والبلاء بلائي ......ردَّدْتُ صوتـي فاستجاب نِدائي 
يا دُرَّةَ الأكوان يا أرضَ الهُدى ...ما عدتُ فوقَكِ أستطيب غذائي
حُفَّت ديارُ الأنبياء بِزُمرةٍ............ جُمِعت مِنَ الأوغاد والخُبَثاء 
وتكالب الأعداء فوق ربوعها ........لـم يحفلوا بالعُصبة العَرجاء

الدهرُ مال على تُراب تِلالها ..........والبئرُ جـفّ ولم يجُد بالماء 
سبعون عاماً في انتظار لِوائِها ........ و النازحـون بحُرقةٍ وَرثاء
نَغفو ونصحو ما تغيَّر حالُنا ...... والليلُ طال على ثـرى الدهماء 
طالَ انتظارُ عجوزنا في خيمةٍ .........تلتَفُّ مِـن برد الشتا بِرداء 
في الرُّكن تلقى صبيةً ألفيتَهم .............يتجـاذبون طعامَهم بعناء
صارت مُصيبتُنا حديثاً مُفترى.........كالمُستجير بحفنة الرَّمضاء 
وتناقَلت بينَ الورى أخبارُنا................. من عَالم الآباء للأبناء 
وروت مع الإعلام كلُّ صحيفةٍ ...... وتحَوّرَت في مُعجم الادباء
والنَّاعقون عَلَوا وزادَ صَراخهم .... بِفصاحَةٍ أعيَت على الخُطباء 
كلّ يُزيح النار حَول رَغيفِه ................ متلوّنٌ كالحيَّةِ الرَّقطاء
زأرَت أسودٌ حين طالَ رقادُها .......أحيا المسيرةَ موكبُ الشهداء
ناديتُ كلَّ مُحرَّرٍ ومُناضلٍ .............. ألهبتُ فيهم نَخوةَ الشرفاء 
ودعوتُ كلَّ مدافعٍ عن حَوضه ......فالحوضَ بات بقَبضةِ الغُرباء
لا خَير فينا إن نَسينا عَهدَنا.............أحـيا عزيزاً أو أمُت كفدائي
طال انتطاري والظَّلام سيختفي .........وأفكُّ قيدي ثائراً بحذائي

مفتاحُ جَدِّي لا يزال بِحَوزَتي ........مُتَجذراً و الخَيطُ من أمعائي
---------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات/أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق