الثلاثاء، 15 يناير 2019

قصيدة تبحث عن درويش بقلم الرائع جبر مشرقي

(قصيدة تبحث عن درويش)
/جبر مشرقي 
_________________________
حاولت 
أن أكتب 
للفقراء شعرا 
للجياع للمتعبين 
للطير قمحا 
لأجعل 
من القصيدة 
كسرة رغيف 
تنطوي عليه أفواه الجياع 
لكنني ...
تذكرت ..
إني بدون كفين وأنامل 
بدون نخاع وذاكرة 
إني..
كنت رمادا 
على كفوف الرياح 
وكنت ..
جسدا من السراب 
لا يقبل الماء 
ظله المتناثر 
على أرصفة الشمس 
وليست ..
لي أنامل متحركة 
لأعزف ..
موسيقى الفرح للأطفال 
لأصنع ..
كعكة لطفل 
يركض حافيا 
يوم العيد 
ولا تربطني 
علاقة بالربيع 
ليزور أزهاري 
لأصنع مزهرية وردية 
في يوم عيد ميلاد(أمي)
أيضا ...
ولست خياطا 
لأنسج حلة حمراء 
تشبه(كيوبيد)
لأهديها 
للغواني 
في عيد الحب 
"
"
إنما 
كنت عربيا 
خلق من فوهة 
التمني المتعبة 
والمؤتمرات الغجرية 
التي لاتناقش 
فيها سيمفونية السلام 
فيها يصير 
الحاكم غلام 
والغلام حاكم 
لا فرق..
بين الطاولتين 
"
"
متعب ..
أنا..
بقضيتي 
لكأنني ..
توأم(درويش)
المتعب كليل البصر 
الذي بحث 
كثيرا 
عن صهلة الحصان 
الذي 
يثوي على(كلأ)اللا شيء 
(درويش) ..
الذي يتساءل 
عن البداية والنهاية ،

فعذرا 
أيها الجائعون 
لقد 
طبخوا لكم(الحكام) 
(إداما) من (خضار)البارود 
(وخبزوا)
لكم (خبزا) من(عجينة)
(الكوليرا)
في (تنور) اليأس 
وملأو شوارعكم 
بعبق المدافع الدامي 
فما عليكم 
إلا أن تناموا 
على مواوويل الضوضاء 
وفي 
الصباح
تقرأو 
(البؤساء)(لفكتور هوجو)
وربما تتنزهوا قليلا 
في أزهار الشر 
(لشارل بودلير)
ولتناموا 
على أسرة الحرب والخصام 
بدل الحب والسلام 
وسائدكم الفقد والثكل 
وقلة الطعام 
وقناديلكم الخوف والإقتحام 
تغتسلون..
في حدقات 
فساد النظام 
كل عام وعام 
"
"
فليدوم الحرب والغجرية 
لأن حكامنا لا تهوى السلام 
تعبد الدولار 
على أنغام الخصام 
فالنقرأ(فاتحة) الصمت 
بدل (يس) الكلام 
فكل شيء 
ضاع في خرم المخيط 
وأفلس مجد العروبة 
لا يوجد 
وجنة للتخفر 
ولا شفاه للقبل 
ولا غواني للغزل 
فقد ذهب وولى عصر 
(عمر ابن ربيعة)
وماتت..
نقائض(جرير)(والفرزدق)(والأخطل)
ولم يثمل 
القارب عند(رامبو)
تبخرت الأشياء 
في مهد صباها 
وماتت حية 
في لحد منتهاها 
"
"
فنحن 
أمة النور 
ولا نور لنا 
أمامنا البحر 
ولا(عصا) بأيدينا 
ضمخ قميصنا بالدم 
ولم ينهش أجسادنا(الذئب )
فربما 
نهشنا (البنزين)والذهب 
وتقذت أعيننا 
من رياح سياسة همجية 
فيها الدماء تباع وتشترى 
ينام فيها 
المدح الإصطناعي 
ملء الجفن 
فيما الحقيقة 
مجردة من أثوابها القشيبة 
"
"
أيها الجائعون 
إجعلوا 
العام كله شهر صوم 
فلا موائد للإفطار 
عند(رب الدار)
ولا هدوء ولا سكينة بالدار 
ولا سلاسة وأناقة 
في الأشعار 
كل شيء تمطى بصلبه 
وصار بخار 
فلنكن...
في صف(ذو القروح)
ولنرضى من الغنيمة بالإياب 
(فعنترة العبسي)
لم يعد يبحث عن الأنساب 
(وعبيلة) لم تشتهي نكهة الخضاب
(وهريرة)
لم تعد 
تتداوى بالأعشاب 
(والحرية الحمراء)
دفنت(بالشوقيات)
ونداء(أحمدها) غير مستجاب 
(ونبي السيفيات)
لم يعد يغني 
(بالمشرفيات)ولا(السمر العوالي)
إلى اللا شيء 
ذهب هذا وذاك 
في زمن حداثتنا المشلول كليا 
أيها الجائعون 
أيها المتعبون 
أيها الشهداء 
هيا لنردد 
في (كنائس) الصمت 
بصوت عال 
ولو إننا لسنا من(كهانها)
(مساء الخير ياعرب)
مساء..
وليس صباح الخير 
لأن الصباح 
عننا محتجب 
وما في سعف النخيل 
من (رطب)
فمساء 
الخير 
(ياعرب)•
_________________________
/جبر مشرقي 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق