الخميس، 17 يناير 2019

من سجلّ الذّكريات بقلم الرائع محمد المطاوع

من سجلّ اٌلذّكريات
أبيت على عتبات الهوى
أغنّي أناشيد عهد اٌلصّغر
تداعبني ذكريات هجان
و أخرى بطيئة وطء تمر
غزا ليلة من ليالي اٌلشّتاء 
فحيح رياح و نقر مطر
و أمّي تؤجّج موقدها
سلاحا يقينا ضراوة قر
و أختي دعاها أبوها لأمر
يطيب لنا إن أردنا اٌلسّهر
حبوب من الفول مقليّة 
و برّاد شاي بماء اٌلزّهر
شددتّ اٌلرّحال إلى من أحبّ
و هم غافلون و لم أنتظر
على عاتقي بُرْنسي في صراع
مع اٌلرّيح هذا قضاء قدر
و لمّا بلغتُ المُقامة سيرًا
ولجت اٌلدّيار و لم أفتكر
وجدتّ اٌلّتي تيّمت في اٌنتظاري
فمن يا ترى زفّ هذا الخبر ؟!
أسرّت إليّ ألست جهولا
ركبت لأجلي مطايا الخطر
أخاف عليك حماة حماي
فخذ باٌلنّصيحة قلبي اٌنكسر
رجعت أدبّ دبيب المعنّى
لها طائعا ما خشيت اٌلضّرر
رجعت و بالقلب أتعاب جرح
أجرّ خطاي كلِيل البصر
على كتفيّ من الهمّ حمل
و فكري من اٌلحادثات اٌختمر
و قلت ألا بلّغي يا لّيالي
إليها و يا ساريات اٌلسّحر
بأنّي بكيت بدمع غزير على وجنتيّ جرى و اٌنحدر و أنّ عدولي على غير وعي أطعت الّذي بالعدول أمر رجعت بحزني أصارعه بعقلي ترابط شتّى الفكر عليّ الشّياطين تملي أمورا من الجهل لا نفع فيها تضر تقول لنفسي عُدولك جبن لقد خوّفوك أعيدي النّظر و عودي إلى الحيّ عودي إليه فإمّا اٌنتصار به نفتخر و إمّا حصار يليه وقار إذا قيل نعم الفتى لم يفر نداء الشّياطين روّض نفسي و كاد يزجّ بها في الغرر كنصح الذّئاب نصيحتها مراوغة للخراف و شر هنا في طريقي طريق الرّجوع ترافقني ضيقة و ضجر ترافقني وسوسات و شكّ رمت بالرّؤى بين فرّ و كر وقفت و بعد وقوفي مشيت سمعت ضجيجا هناك اٌنتشر و خيّل لي أنّ ثمّة فوضى حواليّ ثمّة ما لا يسر سألت الصّباح أجاب بصمت سألت الرّياح رجائي اٌندثر ؟ فما سمعتني و لا رحمتني و ظلّت تلاوي غصون الشّجر هنا رجّحتني ذراع اليقين و حرّك منّي الصّواب وتر و أيقنت أنّ الصّراط السّويّ هداني إليه قرين القمر و قلت علام التهوّر هلّا عقلتُ كفاني اٌتّباع الخور كفاني شرودا كفاني غرورا عليّ اٌجتناب سلوك الوعر عليّ التّأنّي لأخذ القرار لأنّ التّسرّع طعمه مُر سأفتح عيني كما ينبغي و أفرز بين صلاح و ضر إلى سلّة المهملات سألقي بما اٌعوجّ دون التّفطّن مَرْ و أجعل ما علّمتني اللّيالي منارا إلى هديه أفتقر سأمشي على الدّرب في حذر من المنجيات توخّي الحذر أطلت المسافة في ما مضى من الواجب الآن أن أختصر.
محمد المطاوع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق