الجمعة، 11 يناير 2019

من هي زائرتي بقلم الرائع محمد المطاوع


من هي زائرتي ؟

جاءت تسائلني و الفكر مضطجع
أفقْ ففُقت و لون الوجه ممتقع
قالت تعال معي إنّي على عجل
تركت خلّين قد أضناهما الوجع
لم تنتظر أعرضَت ما عرّفت نسبا
من هي زائرتي ؟ ... حاولت أطّلع
ركبت ذاكرتي أجهدتّها عثرت
و كلّما نهضَت في جهلها تقع 
أطردتّ طيف الكرى باشرت صومعتي
أسرجت نبراسها و النّاس قد هجعوا
قلت الكتاب يريح النّفس ينقذها
من حزنها، و بها للمحتوى ولع
قلت " العواصف " فيها ما تحبّذه
قالت لي النّفس هل في الحرف ما أدع
تقدّمت ريشتي في الحين ضاحكة
و أذن محبرتي بالقرب تستمع
و كنّشي صامت و العين ناظرة
قالت سلامي على من شلّه الفزع
أنا دعوتك لا غيري فخذْ بيدي
و اٌملل عليّ لقد جئناك ننتجع 
صفعت كفّي بكفّي قلت يا عجبا
لو لم يخنّي الكرى ما كنت أنخدع
للشّعر يا ريشتي وقت يناسبه
كالماء في البحر بعد الخفض يرتفع
للشّعر يا ريشتي ما ليس نعلمه
من الغموض على الأذهان ممتنع 
يسري متى شاء بالإحساس مختمرا
إلى مدى كلّما وافاه يتّسع
للشّعر أجنحة كالنّور طلعتها
تمتدّ حينا و حينا عنه تنقطع
من يسأل الشّعراء الشّعر يجهله
هل يسأل البحر عن أغواره البجع ؟.
محمد المطاوع فُقت من فاق يفوق فواقا = الشّهقة المتتالية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق