أنا إنْ تغوصي في جراحيَ مَرّةً
تَلْقَيْنَ ما أخفي منَ النَدَباتِ
أُخفي المواجعَ فيَّ بالضَّحِكاتِ
مطرُ الشتاءِ يفتقُّ الجرحَ الذي
أَخْفَيْتُهُ كالتَبْغِ فوقَ رئاتي
لا تسْأَليني إنْ رحلتُ مغادراً
فالموتُ حاصَرَني بكُلِّ جهاتي
كيفَ الفرارُ وعُمرنا في كفِّهِ
واللغمُ مزروعٌ على الطرقاتِ؟!!
إنْ مرةً أنجو فَثَمَّةَ حاجزٌ
ما بعدهُ مُتَرَبِّصٌ بحياتي
إنْ مرةً أنجو فَثَمَّةَ طلقةٌ
أخرى لِأُقْتَلَ في ردى الطلقاتِ
كلُّ امرئٍ يطأُ الثرى لنهايةٍ
محتومةٍ محفوفةِ الأزَماتِ
أنا لا اريدُ تورطاً فلْتَرْحَلي
بعضُ المحبَّةِ ورطةٌ للآتي
لكنْ عسى بالذكرياتِ نعيشُها
إنَّ الحياةَ مصيدةُ الأمواتِ
فَتَقَبّلي بعضَ الحروفِ أقولُها
في حبِّنا المجروحِ بالطَّعَناتِ
يكفي بأني قد أُذِيتُ بحُبِّنا
هذا الشقاءُ قداسةٌ للذاتِ...
محمود حمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق