مسرحيه بانتومايم بعنوان
( فريم ).
تأليف منعم سعيد
المسرح خالي من كل شئ وقد عَمّ المكان اللون الأسود للدليل على خلو المكان من كل شئ وان كل ما يدخل على المسرح من ديكور أو اكسسوار فهو باللون الأبيض
الرسام (يرتدي ملابسه باللون الأبيض وسط الجو الأسود على المسرح )في الوسط يمشي في مقدمة المسرح ذهاباً واياباً من جهة اليمين الى جهة اليسار يفكر بقلق يتوقف أحياناً ليقلّب أفكاره بين الحين والآخر لإقتناص فكرةٍ ما ثم فجأة يتوقف وكأنه وجد ما يفكر به بعد ان يؤكد ذلك بحركة سريعه ويشد بيديه على ذلك وثم يقفز الى جانب المسرح من العمق ليجر إطار ( فريم) كبير تتدلى فوقه قطعه من القماش يبتعد عنه الى الخلف ويقوم بأخذ ابعاد اللوحه بقياسها بإبهامه ويحك رأسه ثم يتخلى عن ما برأسه ليستبدله بقياس ادق بعد ان يحرك (الفريم) ليكون معداً لرسم موضوعته عليه ثم يحضر عدّة الرسم (باليته وعصارات ألوان وفرش مختلفه) ويبدأ بتحضير الألوان ومزج بعضها لينفّذ أفكاره بلوحه فنيه ويغمس فرشاته بالالوان التي اعدّها ويشرع بالتخطيط لشخصيتين لا نعرف عنهما سوى انه يقوم بتحديد الإطار الخارجي لهما (آوت لاين) يتخلل ذلك مرات عديده من التراجع للخلف للتأكد من القياسات التي يحددها بإبهامه بنظرات من عدة جوانب واتجاهات مختلفه بينما هو يقلب ذاكرته لتذكر الموضوع الذي يريد رسمه باللوحه بينما قطعة قماش تغطي البورد حيث ينكشف بعد حين عندما يرتفع القماش من عمل الرسام لتظهر لنا موضوعته عباره عن شخصين شاب وشابه يجلسان على أريكه ( مصطبه)في احد الحدائق إلعامه وقد انهكهما التعب حتى غلب عليهما النوم وبجانبهما شنطه صغيره (هاندباگ) يبدو انها مليئة بأشياء لا نعرفها الا بعد تدرج احداث المسرحيه ( وكما في النموذج 1 )بعد ان تنكشف اللوحه يتنفس الصعداء ويشعر بالراحه فيتجه الى الجانب الاخر من مقدمة المسرح منتشياً بإنجازه ويشعر بالسعادة ليأخذ قسطاً من الراحه فيجلس بإتجاه احد الجوانب وظهره الى اللوحه فتكون خلفه لا يراها ليستريح بعد الجهد المضني الذي قام به اثناء رسم اللوحه وكأنه أنجز منجزاً عضيماً
المشهد الثاني :
تكون الشخصيتان في اللوحه التي أخذت موقع عمق المسرح بالوسط شخصياتها في حالة جمود تبدأ بالحركة البطيئة جداً وبالتدريج للوصول الى الحركه الطبيعية بإستمرار المشهد حتى نهاية المسرحيه
يصحو الشاب يتثائب ثم يمط جسمه (يتمغط)ويقوم بفرك عيناه صاحياً من نومه ينتبه للشابه بجانبه حيث هي الاخرى تمط جسدها وتُنزِل اقدامها الى الارض بشكل متشنج بعد ان تتقرفص لانها تشعر بالبرد ثم تفرك كفيها واحدة بالأخرى ثم تُمسح على وجهها بهما وتتثائب ثم تنظر الى الشاب وهو بدوره يبادلها النظر وفِي وجهيهما تساؤلات كثيره تُشعرنا بمدى للمعانات التي كانا عليها قبل النوم في الحديقة العامه الشبه تشعر بتورم قدميها بينما الشاب يسحب الحقيبه ليضعها بحضنه والشابه تنظر اليه بترقّب بينما الشاب يفتح الحقيبه تسارع الفتاة بسحب الحقيبه من حضنه اليها وتحدث هنا مماطلة بينهما للاستحواذ على الحقيبه تتطور الى حد ان تسقط الحقيبه الى الارض وتخرج منها مجموعة أغراض أهمها قارورة ماء وقطعة خبز يابسه يستحوذ الشاب على قارورة الماء بينما الشابه على قطعة الخبز يبتعد كل منهما عن الاخر حتى يكاد ان يصل قريباً من الرسام وهو نائم
يتململ الرسام بمكانه بينما الشابان يتسللان بحركه حذره الى داخل الفريم يشرب الشاب قليلاً من الماء وتأكل الشابه جزأً من رغيف الخبز
يصحو الرسام من نومه فيتخذ الشابان مكانهما في اللوحه بسرعه كما كانا في السابق وبنفس الحركه التي كانا عليها
المشهد الثالث :
يقف الرسام امام اللوحه يتأملها ويقوم بتريتش اللوحه ويغير بعض الألوان بتصورات متعددة (يرافق ذلك اضاءه ملونه مناسبةتغير من ألوان الشابين في اللوحه ) ولكن يحصل امر غريب وكأنه هناك قصف ورمي إطلاقات خارج المكان تجعل من الرسام يعيش حاله من القلق والتوتر تجعله لايستطيع إكمال اللوحه بهذا الضرف القاسي الذي يشتت أحاسيسه والتي تعيقه في إكمال اللوحه في هذا الأثناء تستمر الفوضى بالخارج مع أصوات الحرب وصراخ الناس بما يرعبهم في تلك الحاله من الهلع الذي يجسده المؤثر الصوتي والذي ينتهي بصرخه إمرأه مدويه لها صدى يعم المكان وتطفأ الأنوار وتغزو المكان ظلمةٍ حالكه
المشهد الرابع
يدخل فريم ثاني اصغر من الفريم الاول بقياس (٨٠سمx ١٨٠سم )
لوحه من الخطوط الغير مترابطة تشكل نصف جسد مبهم غير واضح المعالم بدوائر عشوائية وخطوط متناثرة كأنها تمثل النصف الأعلى لإنسان وهمي مجرد من المعالم على قماش اسود قد ثقب من الثلث الأعلى لأحد الجهات لتخرج منه يد تمسك بما تحت الرقبه وكأنها مكمله لشكل نصف الجسد المرسوم على الفريم
وهنالك بقعه ضوء خافته تلاحقه اثناء دخوله من احد جوانب المسرح
يرى الرسام الفريم الذي دخل من الجانب بذعر فيقترب منه بحذر شديد وذعر فيتوجس منه بعد أن يتفحصه بترقب شديد ويبدأ الفريم يقترب قليلا الى داخل المسرح ببطئ ثم بحركه سريعه مفاجئه ثم يتوقف
ينتظر الرسام حركة الفريم المرعبه ولكن بدون جدوى وكأنه توقف كالحارس المراقب للرسام فيثير ذلك خوفه مما يجعله يحاول معرفة مالذي يحصل مع هذا الفريم فيحوم حوله ويحاول استفزازه ليتحرك ولكن دون فائده وكأنه يلعب معه لعبة القط والفأر دون جدوى لان الفريم لم يتحرك حتى يطمئن له الرسام وعند ذلك ترتفع درجة الاضاءه
يكف الرسام عن استفزازالفريم فيشعرنا بعدم الاكتراث حتى انه يقترب اكثر ويلمس الفريم بيده ويحاول اللعب باليد التي تخرج منه فيحركها يميناً ويسارا وهي تعود الى مكانها في كل مره يحركها عنه الرسام
ثم يستدير للجمهور ويكون الفريم خلفه ليفهموا انه لم يجد اَي شئ ممكن ان يؤثر عليه من سبب دخول هذا الفريم
فجأة تمتد اليد من الفريم للإمساك برقبة الرسام من خلفه بشده لمحاولة خنقه فيقاوم الرسام تلك اليد التي تحولت وكأنها مقبض من حديد على رقبته فيقاومها بعناء شديد وتشنج كما لو كان يعيش رقصة الطير المذبوح بقبضة اليد
تكشف الاضاءه الشابان في الفريم الاول وهما يتحركان و يترقبا حالة الفخ الذي وقع فيه الرسام تحت تلك القبضة الخانقة ليخرجا معاً من اطارهما لإنقاذ الرسام حتى يتقدم الشاب ويمسك باليد من ذراعها ويجرها عن رقبة الرسام بعناء شديد وكأنها قبضة فولاذية بينما الشابه تمسك بثياب الرسام لسحبه وتخليصه بالقوه وبعد مقاومه شديده من اليد يستطيعا تخليص الرسام من قبضة الفريم الذي يخرج بسرعه من المسرح عائداً من حيث دخل ويعم المكان صوت انفجارات وقصف طيران حربي
يدخل الرسام والشابان في وسط الفريم ليشكل الرسام و الشابان داخل الفريم الكبير في عمق المسرح لوحة جديده وبحركه ثابته
يدخل شخص اخر رسّام أيضاً يقوم بتريتش اللوحه الجديده التي شخصياتها الشابين والرسام
ثم تطفأ الاضاءه
(تسدل الستار )
تأليف منعم سعيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق