الخميس، 17 أكتوبر 2019

درر الأنام في تاريخ الإسلام ( الجزء 6 ) بقلم الرائع السيد الديداموني

الجزء السادس من (درر الأنام في تاريخ الإسلام)
علي بن أبي طالب والحسن بن علي رضي الله عنهما
--------------------------
فَأَتَى عَلِيٌّ لِلْخِلَافَةِ قَائِمًا
وَمَضَى عَلَى نَهْجٍ فَرِيدٍ مُسْتَقِلْ

قَدْ أَنْفَقَ الْأَمْوَالَ فِي أَبْوَابِهَا
دُرَرٌ ثَمِينٌ لَا نُغَالِي مَا شَغَلْ

نَشَرَ الْعُلُومَ وَأَوْقَدَ النُّورَ الَّذِي
عَمَّ الْفُؤَادَ وَأُشْبِعَتْ مِنْهُ الْمُقَلْ

هُوَ زَوْجُ فَاطِمَةَ الْبَتُولِ وَأُنْسُهَا
مِنْ صُلْبِهِ الْحَسَنَانِ بُورِكَ مَا حَمَلْ

مِنْ آلِ بَيْتِ رَسُولِ رَبِّي أُسْوَةٌ
مِنْ حُسْنِهِمْ طَابَ الْفُؤَادُ كَمَا نَهَلْ

فَهُوَ الْإِمَامُ كَذَا الْأَمِيرُ بِعِلْمِهِ
مُتبتلٌ فِي زُهْدِهِ ضُرِبَ الْمَثَلْ

قَدْ لَازَمَ الْمُخَتَارَ كَاتِبَ وَحْيِهِ
حُرٌّ تَقِيٌّ لِلْإِلَهِ قَدِ اتَّصَلْ

هُوَ شَاعِرٌ مِنْ سَلْسَبِيلٍ حَرْفُهُ
حِكَمٌ وَإِنْشَادٌ وَحَرْفٌ مُبْتَهَلْ

فِي السَّابِقِينَ الْأَوَّلِينَ مُصَدِّقًا
بِرَسُولِ رَبِّ الْعَالَمِينَ مَعَ الْأُوَلْ

يَقْضِي أُمُورَ النَّاسِ لَا يَعْبَثْ بِهَا
فِي حُكْمِهِ حَكَمٌ رَشِيدٌ مُعْتَدِلْ

مَلَأَ الْحَيَاةَ بِعِلْمِهِ وَبَهَائِهِ
نُورٌ تَجَلَّى لَا تُظَلِّلُهُ الدَّغَلْ

في هِجْرَةِ الْمَبْعُوثِ نَامَ بِعُقْرِهِ
لِيُضِلَّ أَعْدَاءَ الرِّسَالَةِ مَا وَجَلْ

ذَاكَ الْكَرِيمُ مُكَرَّمٌ بِفِعَالِهِ
رَجُلٌ عَظِيمٌ إِنْ تَرَاهُ وَإِنْ تَسَلْ

زَادَ الْخِلَافُ عَلَى مَشَارِفِ عَهْدِهِ
فِتَنٌ تَوالَتْ إِثْرَ مَوْقِعَةِ الْجَمَلْ

وَلَقَدْ تَفَرَّقَ فِي الصَّحَابَةِ جَمْعُهُمْ
قَدْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ أَثَابَ وَمَنْ نَكَلْ

لَسْنَا نُدَاهِمُ أَيَّ فَرْدٍ مِنْهُمُو
فَاللهُ يَجْزِي مَنْ أَصَابَ وَمَنْ أَضَلْ

إِذْ كُلُّ فَرْدٍ قَائٍمٌ بِفِعَالِهِ
وَجَزَاؤُهُ عِنْدَ الْإِلَهِ بِمَا كَفَلْ

قَتَلَ الْخَلِيفَةَ فِي رِحَابِ صَلَاتِهِ
سيف بِأَيْدٍ خَابَ صَاحِبُهَا وَذَلْ

تَرَكَ الْخَلِيفَةُ سِيرَةً فِي وَصْفِهَا
نُورٌ أَضَاءَ الْوَجْدَ فِينَا مَا طَفَلْ

فَتُوُلِّيَ الْحَسَنُ الْخِلَافَةَ بَعْدَهُ
لَا لَا تَسُوءُ بِه الظُّنُونُ وَلَا الْجَعَلْ

مِشْكَاةُ نُورٍ قَدْ تَنَاثَرَ ضَيُّهُ
بَيْنَ الْمَرَابِعِ هَادِيًا كُلَّ السُّبُلْ

عَنْ خَامِسِ الْخُلَفَاءِ أَرْوِي مَا رَوَى
فِي دُرَّةِ الْحَسَنِ الْقَوِيمِ بِمَا أَمَلْ

فَأَخُو الْحُسَيْنِ بَنُو عَلِيِّ وَأُمُّهُمْ
آلُ النَّبِيِّ وَحُبُّهُ وَصْلٌ يُجَلْ

حَقَنَ الدِّمَاءَ بِحِكْمَةٍ وَأَمَانةٍ
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ قَدْ تَنَازَلَ وَاعْتَزَلْ

وَتَوَحُّدُ الصَّفَّيْنِ سُمِّيَ وَقْتَهَا
عَامَ الْجَمَاعَةِ قَدْ أَثَابَ بِمَا فَعَلْ

وَقَضَى عَلَى دَأْبِ الْخِلَافِ مُسَالِمًا
مُتَوَدِّدًا فَتَوَحَّدَتْ كُلُّ الثُّلَلْ

وَقَدِ انْتَهَى عَهْدُ الْخِلَافَةِ بَعْدَهُ
حُكْمُ الْمُلُوكِ كَمَا تَوَاتَرَ وَانْتَقَلْ

يَا قَاتِلَا الْحَسَنَيْنِ قُبِّحَ فِعْلُكُمْ
مَنْ سَيِّدَا أَهْلِ الْجِنَانِ مَعَ الْأُوَلْ؟

أَبْنَاءُ فَاطِمَةٍ وَحِبُّ نَبِيِّنَا
بَعْدَ النَّبِيِّ عَلَيْهِمُو سَلِّمْ وَصَلْ

*****************
بصوت المنشد محمد العمري
اخراج وليد المصرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق