الأربعاء، 16 أكتوبر 2019

لتنوير العقول بقلم الرائع صلاح الورتاني


لتنوير العقول

دأبت في كل مرة على الخوض في مواضيع حساسة تهم حياتنا الإجتماعية والفكرية ..
اليوم بعد عمق دراسة هداني الله لأن أكتب في هذا الموضوع الهام والحساس؛ ومما هداني لذلك آية قرآنية يقول فيها ربنا عز وجل '' الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم '' . سبحانك ربي ما أكرمك خلقتنا كلنا سواسية في الأجسام وتكوين الإنسان إلا في العقل فهو ينمو بنمو الإنسان ومدى قدرته على إستيعاب الأشياء وإدراكها لذلك خلق الله لنا منذ نشأتنا ثلاثة أشياء ولا يحق للإنسان النقاش فيها لأنها لكل الناس متساوية ولا فرق فيها عند الله .. هذه الأشياء الثلاثة هي الصحة والغنى والسعادة لذلك سخر لنا الكون بكل ما فيه وجعل نواميس وقوانين هي وحدها من تتحكم فيك يا إنسان ..
من هنا وجب القول أنه بأيدينا نحيا سعداء أصحاء وأغنياء ؛ والإشكال فقط يأتي من سيطرة وجشع فئة على أخرى ولكنه في الحقيقة الكل يعيش حسب قوانين الكون هناك من آمن بقدراته وسعى بجهده ليصل إلى العلياء ولم يؤمن بالفشل والفقر فوصل إلى مرحلة السعادة رغم ما يحيط به من عراقيل ومهاول ..
أما الصنف الثاني وقف عاجزا على تنمية قدراته ولم يؤمن بإمكانياته ولم يسع بجهده وعقله ليصل إلى مرحلة السعادة فانقلب عيشه إلى نكد وفشل وصحة متدهورة ..
نأتي هنا إلى النقطة السوداء التي أفسدت الكون بما فيه من قوانين تخدم سعادة الإنسان وهي غرائز الشر والغدر والخيانة والظلم والجشع وحب الذات دون مراعاة الحقوق والواجبات التي إنبنت عليها النواميس الكونية .. وما نراه اليوم من مآسي سببه ما ذكرت ..
وهنا يجدر القول أن القدرة الإلهية تتدخل أحيانا في تعديل الكفة لفائدة المظلوم وفضح الظالم والتنكيل به وخزيه في الدنيا ويوم الحساب ..
وسبحان الله هؤلاء الأصناف كثيرا ما تنتهي حياتهم بموت فجئي أو بأمراض خبيثة أو بمصائب قذرة .. وفي الطرف الآخر الفقير المعدوم الجائع المحروم يعيش سعيدا بصحة وعافية وكثيرا ما تكون خاتمته سعيدة لأنه لم يتعدى على حقوق الناس ولم يظلم وينهب ..
بعد التوضيح والسرد يمكن أن ننتهي للخلاصة التالية وهو أن الله عادل يحب العدل والحق ويكره الظلم .. يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرم بينكم فلا تظالموا .. حديث قدسي ..

بقلمي// صلاح الورتاني// تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق