الاثنين، 14 أكتوبر 2019

دمعة حزن بقلم الرائع محمد سعيد أبو مديغم

* دَمْعَةُ حَزَنٍ *
هَلّا سَألْتِ الدُّجَى عَنْ دَمْعِ أحزانِي
فَكَمْ تَجَلَّى بِهَا شَوْقٌ تَغَشّانِي

مِنْ بَعْدِ هَجْرٍ رَمَى سَهْمًا إلى كَبَدِي
أوْرَى سعيرًا بجفنٍ زادَ أشْجانِي

فإذْ دَجَا سَدَفٌ بَاتَ الجَّوَى كَحَضَا
سَرَى لهيبًا بجسمي كالدّمِ القانِ

يا وَيْحَ نفسٍ صَلَتْها زَفْرَةٌ لَهَبَتْ
تُذْكِي حَمِيْمًا كَسَا عَيني وَجُسماني

فَكَمْ شَكتْ جَمْرَ بُعْدٍ قَدْ نَشَا وَدَقًا
أَدْمَتْ عُيونِي شُجونٌ مِلْءَ أجْفَانِي

شَكْوَى سَقِيْمٍ إلَيْهِ قَدْ دَنَا دَنَفٌ
والرّوحُ في كَمَدٍ مِنْ بَعْدِ هُجْرانِ

فالقَلْبُ في غمَّةٍ والجِرْمُ في وَصَبٍ
والصَّبُّ فَاقَ احْتِمَالي ثمَّ أعْيانِي

يا هَاجِري دُوْنَ ذَنْبٍ راعني كَدَرًا
إنْ كُنْتَ تَبْغى عَذابِي دُوْنَ نُبْذانِ

فإنَّ قَلْبِي فدى حُبًّا ذوى جَسَدًا
وَقَدْ حَبَا سَقَمٌ يَجْرِي بِشِرْيَانِ

ففِي رُؤَى سَحَري رُؤياكَ لي قَدَرٌ
وَأنْتَ مُهْجَةُ عُمْرِي كلَّ أزْمَانِي

عَهْدٌ عَلَيَّ سَأُبْقِي حُبَّكُمْ أمَلًا
وإِنْ تَغَشَّيْتُ مَوْتًا دُوْنَ تِحْنَانِ

هَذَا ذِمَامُ الوَفا بالحُبِّ مُعتمدٌ
إنّي عَلَى عَهْدِ وَجْدٍ فِيكَ أضْنَانِي

لا آلَمَ اللهُ مَنْ بالصَّدِّ أوْصَبَنِي
فإنَّ لُبِّي حليمٌ غيرُ خُوّانِ

هَذَا دُعَائِي وإن طالَ النّوى أمَدًا
بِهِ أُعَلِّلُ نَفْسِي بَيْنَ جنحانِ

******
محمد سعيد أبو مديغم
بحرُ البسيط
البيت الأول مصرّع

أورَى : أشعلَ
دَجَا : أظلم
السّدَف : الّليل
حضا / الحَضاء : لَهيبُ النار
قانٍ : شَدِيدُ الْحُمْرَة
جفا : ثَقُل ، قَسا
يُذْكِي : يُشعِل
نشا / نشأ : شَبَّ ونما
الوَدَق : نُقطٌ حُمرٌ تخرج في العين
جفوة : نُفور وتباعد
كَمَد : حُزْنٌ شَدِيد
الغُمَّةُ : غَمٌّ ، حُزْن
الجِرْمُ : الجَسَدُ
الوَصَبُ : الوجعُ والمرض
الصَّبُّ : الشّوق
كَدَر : غَمّ ، كَآبَة وَحُزْن
حَبَا : زَحَفَ
الدَّنَف : المَرضُ المُثْقِل
السَّحر : قُبيل الفجر
مُنْيَة : مَا يَتَمَنَّاهُ الإِنْسَان
تِحْنَان : مَرْحمَة
ذِمامٌ : عَهدٌ
صَبا : حَنَّ وتشوَّق
الصَّدِّ : البعد ، الهجر
أوصَبَ / الوَصَبُ : الوجعُ والمرض
لُبّي : قلبي
حَليمٌ : مُتسامح
غيرُ خُوّانِ : لا يخونُ العهد والود
الأَمَد : الوَقْت ، الزَّمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق