الاثنين، 14 أكتوبر 2019

تسلّلت من تحت الحجاب بقلم الرائع محمد مطاوع

تسلّلت من تحت الحجاب و اٌنطلقت بمحض إرادتها تفتّش خبايا القلوب عسى أن تصيب ضالّتها فلم تفلح. عادت إلى
خبائها منكسرة و عصرت من طرفها ما أطفأت به حرقتها. أشعّة شمس الأصيل الفاترة أضافت لتورّد رقّتها سحرا و زادت هيبة لتلك الأنوثة الموهوبة. كاد ينتحر اٌلرّجاء على عتبة الغروب لولا هبتها التّلقائيّة بعد ثوان من اللّقاء المنكوب. لقد تخلّت عن ترفّعها صدفة في مكان معزول و اٌرتدت حلّة من الحنين و اٌمتشقت سيف العاطفة لنزال المحبّين. سأسكبها خمرا في كأس إرادتي و أكتبها ومضة في مذكّراتي إلى أن يحين الموعد في يوميّات المكتوب. اٌلرّوح المعذّبة أجفلت من اٌللّيالي الحافلة بألحان اٌلشّبيبة و أهازيجها و ظلّت ظمآنة في عراء الأيّام القاحلة حتّى هرمت في طريقها إلى المنشود. قد اٌستيقظت مبكّرا غير أنّ غربتها اٌللّعينة حطّمت آمالها و قيّدتها بأفكار سخيفة ضبابيّة و سجنتها في ظلمة نكراء. و ما إن أطلقت سراحها حتّى همّشتها و جعلت منها بهلوانا لا غاية يطلبها و لا مراد يعنيه. كم عالجتها حتّى تعافت من أسقامها و كم قاسمتها ما أجهدها من نصب و ما أرّقها من أسى و لم أعدل عن تحمّل همومها و مشاقّها و سأبقى لها وفيّا لأنّها منّي و لا أستطيع التّخلّي عنها مهما كلّفني ذلك من ثمن. أيّتها اٌلرّوح لست أدري متى أكلك إلى قدرك و أعتلي قبّة تصوّراتي و أنحاز إلى أوهام ذاتي و أفجّر خفايا غمرت رؤاي الجليّة منذ ولادتك و ركوبك قاطرة توجّهاتي. للموت وجه من وجوهك الملوّنة و هذا الوجه الجميل الّذي يعجّ جلالا ألفته و لن أطيق فراقه. عباءة الموت فتلة من غزْلك و أسرارها عارض من أحاسيسك و مرارتها جرعة من أوجاعك فكيف يمكن لأمثالي تقدير كيلك و وزنك. ميدي في فضائك النّورانيّ حالمة بما هو أوسع من دائرة تعطّشك إلى المجهول. سأعود إذا كان ممكنا...سألطّخ ذاكرتي بشائعات الماضي و أنشر غسيلها على سطح تأمّلاتها و أحشرها صارخة دون رحمة في ساحة الحاضر. ربّما لا أستسلم لإملاءات حجريّة يرفضها الضّمير ثريّة بالأنانيّة فيها ما يضرّ بطيب الخاطر و يدنّس طهارة النّفس. لا ينهي الحرب الدّائرة بين الرّوح و الجسد غير الموت و لذا علينا أن نؤمن بأنّ الموت أفضل و النّهاية راحة و الزّفرة الأخيرة سلام.
م.ح.م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق