الأحد، 20 أكتوبر 2019

رياح ممسوكة بقلم الرائع أنور محمود السنيني


" رياح ممسوكة "

لَقَدْ كَانَتْ تَمُوتُ عَلَيْكِ رُوحِي
فَلَمَّا ٱخْتَرْتِ ِ هَجْرَكِ قُلْتُ : رُوحِي
وَلَا تَأْتِي إِلَيَّ إِذَا ٱرْتَحَلْنَا
وَلَا تَبْكِي عَلَيَّ وَلَا تَنُوحِي
تَعِبْت ِ مِنَ ٱلبَقَاءِ بِلَا وَفَاءٍ
وَذُبْت ِ مِنَ الكَلَامِ وَلَمْ تَبُوحِي
وَأَنْضَاك ِ التَّفَضُّلُ في هَوَانَا
وَأَضْنَاك ِ التَّجَمُّلُ ... فَاسْتَرِيحِي
وَيَهْنَاك ِ المَنَامُ بِلَا مَلَامٍ
إِلَى يَوْمِ القِيَامِ مِنَ الضَّرِيح ِ
وَإِنْ وَصَلَتْ إِلَيْكِ رِيَاحُ شِعْرِي
فَشُمِّي بِارْتِيَاحٍ مِسْكَ رُوحِي
فَقَدْ قَطَّعْتُهَا حَرْفًا وَظَرْفًا
وَأَسْمَاءً وَأَفْعَالَ الفَصِيح ِ
لِتَأَتِيك ِ وَقَدْ ضَمَّتْ دِمَائِي
مُحَمَّلَةً عَلَى أَكْتَافِ رِيح ِ
فَقُولِي كُلَّمَا هَبَّتْ : سَلَامٌ
عليك ِ بِمَا حَمَلْت ِ وَمَا تَفُوحِي
تَرُدُّ عَلَيْك ِ مِنْ غَيْرِ ارْتِجَالٍ
وَدُون تَأَسُّفٍ : ذِكْرَى الجَرِيح ِ!
وَإِنْ فَاحَتْ مُسُوكُ الرُّوحِ جُرْحًا
فَإِنَّ المِسْكَ مِنْ أَصْلِ الجُرُوح ِ
فَشْمِّي كُلَّ أَطْيَابِي وَضُمِّي
بَقَايَاهَا تَقُلْ لَكِ بِالصَّرِيح ِ:
إِذَا سَنَحَتْ لَكِ الفُرَصُ ٱسْتَحَالَتْ
رُجُوعًا فِي مُغَازَلَةِ الطُّمُوح ِ
وَمَنْ يمْسِكْ بِدَايَتِهَا بِجدٍ
تَهَنَّاهَا حَيَاةَ المُسْتَرِيح ِ
وَأَمَّا مَنْ يُقَابِلُهَا بِهَزْلٍ
وَبُعْدٍ عَاشَ في أَلَمِ النُّزُوح ِ
هِيَ الفُرَصُ التي تبدو طُفُورًا
بِثَوْبِ الحُسْنِ في الزَّمَنِ القَبِيح ِ
فَعِيشِي مِثْلَمَا شِئْت ِ ٱنْغِلَاقًا
فَقَدْ ضَاعَتْ تَبَاشِيرُ الفُتُوح ِ
بقلمي أنور محمود السنيني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق