صُبّي على جسدي النيرانَ وابتعدي
فالقلبُ إحتَرَفَ الأوجاعَ من أمَدِ
صُبّي ولا تَخَفِي النيرانُ تأكلني
فالنارُ بالنارِ قد تخْبو فلا تزدِ
قلبي محاطٌ بكلِّ الجمرِ يحرقني
إنْ تفتحي الروحَ كلّ القهرِ قد تَجِدي
إنَّ الجنودَ على الأسوارِ قابعةٌ
لا تُقْلِقِ الجُّندُ لو زادتْ عَنِ العددِ
هلْ يُغرِقِ البحرُ إعصاراً بِلُجَّتِه
أوْ يُنْهِهِ الموتُ مقتولاً وَمُضْطَهَدِ
الغدرُ لا يجرَحِ المجروحَ سيّدتي
فالدمعُ قد جفّ لا أبكي على أحدِ
فلتَحْملي الذكرَياتِ المستبِدَّةَ بي
حتى ومن صورٍ ذكرى بما تَعِدي
ولتشْطبي اسمَكِ في الكرّاس أحرفه
كالطفلِ زَيَّلَها بالسَّهمِ للأَبَدِ
ولتُطْعِمي الورَقَ المكتوبَ في غزلٍ
للنارِ، لا يُخْدَعُ البحَّارُ بالزَّبَدِ
فليسَ هناكَ على الخسرانِ من قلقٍ
ما دامَ مَنْ قتلَ الأحلامَ عن عَمَدِ
إنّي لأَحيا نبيّاً في حرائِقِهِ
حتى ولو كانتِ النِّيرانُ في كبدي
أنجو فتحملني الأقدارُ تبعثني
فاللهُ يُقْرِضني الأنفاسَ بالمدَدِ
والجرحُ يفتحُ لي أَبوابَ موصدةً
فَأَعْبُرُ الحزنَ نحو الفرْحِ من كمدي
محمود حمود
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق