إرادة الـحـيـــــــاة.. [ الحلـقة الخامسـة ]
د. سليم أحمـد حـسـن ـ الأردن
******************************
حلقات ثقـافـية فكـرية حيـاتية. تـرسم الطـريق إلى حياة كلها أمـل، وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة، لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة.
***
إننا لا نشعر بالقلق في الساعات التي نملؤها بالعمل ، لكن عندما تُـتاح لنا فرصـة استراحة ولو قليلة، نرى جيش القلق قد هاجمنا واستولى علينا بالرغم منا ومهما قاومناه . وهنا نسأل أنفسنا : ألا يشهد واقع الحال أننا نحصل على الذي نبغيـه في العمل ، لأن الاحساسات والشعور بالاطمئنان والسلام النفسي والاسـترخاء الهنيء تطغى على إحساس الانسان عندما يستغرق في عمله ؟
وعليه نصل إلى القاعدة التي تقول : [ إذا زارك القلق مرة ، استغرق في عمل ما، انشغل عنه ، وإلا أوصلك إلى الهلاك وعذبت نفسك . وعلينا دائما حــين نجابـــه مشكلة ما " وقد تكون تافهة " أن نحـوِّل مجــرى حياتنا إلى جو آخر ، فإن نحــن أنعمنا النظر في تفاهة المشكلة ، انتابنا القلق ، وإن لم نعرها اهتماما نسيناها في الحال .
****
ولنقرأ معا هذه القصة : كان أحــد الأجداد القدامى قـد زرع شجرة ، وأصبحت من الضخامة بحيث تحدث الزمن بوجودها ، يقولون أن عمرها مئات الأعوام ، ومرت عليها أجيال من البشر ، يموتون هم وتبقى هي.. هاجمتها الصواعق والأنواء ولم تؤثر بها..
ثم حدث أخيرا أن زحفت عليها حشرات صغيرة جــدًا ونخرتها حتى ألقت بها على الأرض مدفونة في طي غـرورها وكبريائها ، لقــد اســتطاعت ذلك حشـرة صغـيرة بمساعدة زميلاتها ، وباستطاعة الإنسان أن يسحق هذه الحشرات بقدميه.
ألا ترى أننا شبيهون إلى حد بعيد بهذه الشجرة العاتية ؟
ألا ترى أننا نجابه الأعاصير بصمودنا ثم نسلم أنفسنا بدون إرادة منا إلى صغائر تقلقنا وتقضي علينا بسهولة ؟
إذن لكي تحطم القلق قبل أن يصل إليك ، " لا تتسامح مع نفسك من أجل السخافات والتوافه ، واذكر أن الحياة أقصر من أن نقصرها.
*****************************************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق