إرادة الـحـيـــــــاة.. [ الحلـقة الأولى ]
د. سليم أحمـد حـسـن ـ الأردن
******************************
حلقات ثقـافـية فكـرية حيـاتية. تـرسم الطـريق إلى حياة كلها أمـل، وحبٌ، وخير وإخـاء وسعادة، لا يأس ولا إحبـاط، ولا قلق وتوتر ومعاناة.
ـ منهـج الـبحـث: تم جمـع مادة الدراسة من عدة مصادر هي:
* دايل كارينجي ، دع القلق وابدأ الحياة.
* سمير شيخاني، علم النفس في حياتنا اليومية - دار الافاق / بيروت 1986
* د. عزت حجازي ، الشباب العربي و مشكلاته- الكويت / 1978
* شاكر خليل نصار ، طريقك إلى الصحة و السعادة ـ بيروت 1981
* دايل كارينجي ، كيف تكسب الأصدقاء و تؤثر في الناس ـ بيروت
* دراساتي خاصة في علم النفس والاجتماع.
* خبرتي الحياتية " التي تمتدُّ إلى نحـو ثمـانين عـامًـا.
********************************************
" ليس علينا أن نقلق من جراء هدف لنا باهت الصورة ، ونطمح إلى بلوغـه في
المستقبل ، وإنما علينا أن ننصرف إلى ما بين أيدينا من عمل في الوقت الحاضر فنستجلي حدوده ونرسم أبعاده ، ثم نركز عليه ، فالمستقبل كفيل بتدبير أمر نفسه.
"الأديب الإنجليزي " توماس كارليل "
*******************
تقودنا هذه الحكمة إلى حكمة أخرى [ الحياة في حدود اليوم ] ، فقبطان السفينة مثلا لا يستعمل من آلاته إلا ما هو في حاجة له في اللحظة الراهنة ، وهـو يسير مطمئنا إلى نجاحه في بلوغ غايته ، فلماذا لا يفعل الإنسان مثل ذلك، ويتخلى عن القلق فيما هو أبعد من يومه ؟ ولا نعني بذلك شيئا من الاتكالية أو عدم الاستعداد للأيام المقبلة ، كلا .. ولكن المقصود أن خير الطرق لذلك الاستعداد هي أن يركز المرء أفكاره ويُــذكي حماسته في ســبيل إنهاء عمل اليــوم الحاضر ، وذلك هــو الطريق الأمثل للاستعداد للغد .
***
وحين قال السيد المسيح " يا رب ، أعطنـا خبزنـا كفاف يـــومنا " لم يكن يقصد بالتأكيد إلقاء الحبل على الغارب فيما يتعلق بالمستقبل ، لقد أراد عليه السلام أن يبعد الناس عن تسميم حياتهم من جــراء الاهــتمــام البالـغ في توفير ضمانـــات
المستقبل . بل إن ما رمى إليه أن خـــير سبيل لضمان المستقبل هو الاجتهاد في الوقت الحاضر ،والنجاح في عمل اليوم ، مع عدم القلق حول ما سيأتي .
***
إن القلق مرادف للهم ، ويوصل إلى الإرهاق العصبي الذي يحطم الأجسام والعقول وكلنا يعرف الساعة الرملية التي كان يستعملها الأقدمون ، ففيها الآلاف من حبات الــرمل تنفــذ من ثقبها الصغير إلى القارورة السفلى . وحياتنا جميعا مثلها تماما ، تسقط حبة حبة ، ولا يستطيع أحد دفع أكثر من حبة واحدة إذا شـــاء الحفاظ على انتظام عمل الساعة، وهكذا الواحد منا ، يفيق في الصباح ليجد كومة من الأعمال في انتظاره..
فإن لم ينتبه لها واحــد بعــد الآخــر [ أي حبـة، حبـة وببـطء ] فإنه يعرض كيانه الجسمي للخلل، وعمله للفشل، إذن [ لا ترهق نفسك بالقلق على الغد، فإن حباته ستسقط من تلقاء نفسها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق