الأحد، 9 فبراير 2020

فارقني قبل لقائي بقلم الرائعة رحيمة حزمون

فارقني قبل لقائي
هناك عند مقعد بشارع
طويل يجلس
شيخ عجوز كفيف البصر
منتظرا عودة ابنه الغائب
عنه لسنوات
رغم ضعفه وعجزه لم
يفقد الامل
تابع الانتظار
الى ان مرت به طفلة
على كرسي متنقل
نظرت إليه نظرة شفقة
لحاله
ثم اقتربت منه وضمت
يده
وهي تسأله مابك تجلس
في الشارع لوحدك وانت
كفيف البصر
الا تخشى على نفسك من
الضرر
بكى...قلبه يهفو شوقا
لابنه الذي انتظره
لسنوات طويلة املا في
عودته
ليحتضنه اخر مرة قبل
ان ياخذ الله امانته
مسحت دمعته
وهي تحاول تهدأته
لم تتركه حتى
اوصلته الى بيته
تم ودعته ورجعت
الى بيتها وبقي قلبها
معه
في الصباح عاد
ابنه وجده جثة هامدة
كم تحسر على فراقه
تمنى لو انه وصل
باكرا كان قد راه
لكن شاء القدر له
يرحل قبل ان يراه
واما تلك الفتاة التي
التقته عند المقعد
حين سمعت بوفاته
فجعت ووقفت
كانت اكبر معجزة
رغم ان الاطباء اكدو
لها عدم الوقوف مرة
اخرى لكن امام قدرات
الله لا شيء اسمه مستحيل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق