الأحد، 16 فبراير 2020

بحث عن المحسنات البديعية بقلم الرائع جيفارا عبدالله محمد أبو عاقله


احبتي نعود لسلسلة تنقيبي في البحث عن الحقيقة والمعرفة وتنقيبي اليوم عن المحسنات البديعية وكما عادتي لكم مني خاطرة .......
يـاعاقد الـحاجبين على الجبين اللجين

إن كنت تقصد قتلي قـتلتني مـرتين
مـاذا يـريبك مني ومـاهممت بـشين
أصُـفرةٌ في جبيني أم رعشة في اليدين
تَـمر قـفز غزالٍ بين الرصيف وبيني
وما نصبت شباكي ولا أذنت لـعيني
تـبدو كأن لاتراني ومـلء عينك عيني
ومـثل فعلك فعلي ويلي من الأحمقين
مولاي لم تبق مني حـياً سوى رمقين
صبرت حتى براني وجدي وقرب حيني
ستحرم الشعر مني وليس هـذا بهين
أخاف تدعو القوافي عليك في المشرقين
نبداء تنقيبي ......
المحسنات البديعية ......
هي من الوسائل التي يستعين بها الأديب لإظهار مشاعره وعواطفه ، وللتأثير في النفس ، وهذه المحسنات تكون رائعة إذا كانت قليلة ومؤدية المعنى الذي يقصده الأديب ، أما إذا جاءت كثيرة ومتكلفة فقدت جمالها وتأثيرها وأصبحت دليل ضعف الأسلوب ، وعجز الأديب .
تذكر أن :
المحسنات تسمى أيضاً " الزينة اللفظية - الزخرف البديعي - اللون البديعي - التحسين اللفظي " .

اولاً الطباق :
هو الجمع بين الكلمة وضدها في الكلام الواحد .
وهو نوعان :
أ - طباق إيجابي : إذا اجتمع في الكلام المعنى وعكسه .
مثل :
(لا فضل لأبيض على أسود إلا بالتقوى).
(قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (آل عمران: 26 - 27) .

ب - طباق سلبي : هو أن يجمع بين فعلين أحدهما مثبت ، والآخر منفي ، أو أحدهما أمر والأخر نهي .
مثل :
(قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (الزمر: من الآية9) .
(فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْن) (المائدة: من الآية44) .

ثانياً المقابلة :
هي أن يؤتى بمعنيين أو أكثر أو جملة ، ثم يؤتى بما يقابل ذلك الترتيب .
مثل :
(وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِث) (الأعراف: من الآية157).
(فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى * وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى * وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى * وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى * فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى) (الليل من5 : 10) .
(اللهم أعطِ منفقاً خلفاً وأعطِ ممسكاً تلفاً) .
مدخل آخر ...........
الأثر الفني للتضاد والمقابلة :
يعملان على إبراز المعنى وتقويته وإيضاحه وإثارة الانتباه عن طريق ذكر الشيء وضده .

نماذج للطباق والمقابلة.....
1 - (وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ) (النحل:20).
2 - (فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيّاً) (مريم: من الآية11) .
3 - (فَلِيَضْحَكوا قَليلاً وَلِيَبْكوا كَثيراً)(التوبة: من الآية 82) .
4 - (تَحْسَبُهُم جَميعاً وقُلوبُهُمْ شَتَّى)(الحشر: من الآية 14) .
5 - (إن الأرواح جنودٌ مجندة ، فما تعارف منها ائتلف وما تناكر اختلف) .
6 - (حُفَّتِ الجَنَّةُ بِالمكارِهِ والنَّارُ بِالشَّهوات)
7 - (النَّاسُ نِيام فإذا ماتوا انتَبَهوا)
8 - (كفى بالسَّلامَة داءً)
9 - (إنَّ اللهَ يُبْغِضُ البَخيلَ في حَياتِهِ والسَّخيَّ بَعْدَ موته)
10 - (جُبِلَتْ القُلوبُ على حُبِّ من أحْسَنَ إلَيها وبُغْضِ من أساءَ إلَيها)
11 - (احذَروا من لا يُرْجى خَيْرُهُ ولا يؤْمَنُ شَرُّهُ).
12 - يقول الفرزدق :
والشَّيبُ يَنْهُضُ في الشَّبابِ كأنَّهُ
ليلٌ يَصيحُ بِجانِبَيهِ نَهارُ
13 - يقول البُحتري :
وأمَّةٌ كان قُبْحُ الجَوْرِ يُسْخِطها
دَهراً فأصْبَحَ حُسْنُ العَدْلِ يُرْضيها
14 - كتب أحمد حسن الزيات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية :
" شيَّع الناسُ بالأمسِ عاماً ، قالوا إنهُ نهايةُ الحربِ ، واستقبلوا اليومَ عامًا يقولون إنهُ بدايةُ السَّلْمِ , وما كانتْ تلك الحربُ التي حسِبوها انتهت ، ولا هذه السلمُ التي زعموها ابتدأتْ ، إلاّ ظُلْمةً أعقبَها عمَى ، وإلاّ ظلمًا سَيَعْقُبُهُ دمارٌ " .
15 - قال المتنبي :
ومن يك ذا فم مرٍّ مريضٍ
يجد مُرًّا به الماء الزلالا
16 - قال ابن الرومي :
أُلامُ لِما أُبدي عليكَ من الأسَى
وإنِّي لأُخفي منكَ أضعافَ ما أُبدي
17 - {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ} (البقرة : من الآية 286)
18 - {وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظاً وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ اليَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ...}(الكهف : من الآية 18)
19 - قال المتنبي : فَلاَ الْجُودُ يُفْنِي الْمَالَ وَالْجَدُّ مُقْبلٌ
وَلاَ الْبُخْلُ يُبْقي الْمَالَ وَالْجّدُّ مُدْبِرُ (الْجَدُّ: الحظ والنصيب)

20 - {وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ (19) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (20) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (21) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (22)} (فاطر : من الآية 19 : 22)
21 - {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ }(الأنعام : الآية 125)
22 - {.. فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} (الإسراء : من الآية 23)
23 - قال رسولُ الله -
- : إِنَّ مِنْ النَّاسِ مَفَاتِيحَ لِلْخَيْرِ مَغَالِيقَ لِلشَّرِّ .

ثالثاً الجناس (محسن لفظي) :
اتفاق أو تشابه كلمتين في اللفظ واختلافهما في المعنى .
وهو نوعان :
أ - جناس تام (موجب) :
وهو ما اتفقت فيه الكلمتان في أربعة أمور :
نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها
مثل :
(وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَة) (الروم : من الآية55)
(صليت المغرب في أحد مساجدالمغرب)
(يقيني بالله يقيني)
(أَرْضِهم مادمت في أَرْضِهم)
ب - جناس ناقص (غير تام) :
وهو ما اختلف فيه اللفظان في واحد من الأمور الأربعة السابقة : نوع الحروف وعددها وترتيبها وضبطها .
مثل :
الاختلاف في نوع الحروف : مثل قول أبي فراس الحمداني :
من بحر شعرك أغترف
وبفضل علمك أعترف
الاختلاف في عدد الحروف :
وقال ابن جُبير الأندلسي :
فيا راكب الوجناء (الناقةالشديدة) هل أنت عالم
فداؤك نفسي كيف تلك المعالم

الاختلاف في الترتيب : مثل قول أبي تمام : بيض الصفائح (السيوف) لا سودالصحائف (م صحيفة).

الاختلاف في الضبط :
كقول خليل مطران :
يالهامن عَبْرَة للمستهام (الهائم)
وعِبْرَة للرائي

مدخل آخر :
سر جمال الجناس :
أنه يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن . كما يؤدّي إلى حركة ذهنية تثير الانتباه عن طريق الاختلاف في المعنى ، ويزداد الجناس جمالاً إذا كان نابعاً من طبيعة المعاني التي يعبر عنها الأديب ولم يكنْ متكلَّفاً وإلا كان زينة شكلية لا قيمة لها .

الخلاصة في سر جماله : أنه يعطي جرساً موسيقياً تطرب له الأذن ويُثير الذهن لما ينطوي عليه من مفاجأة تقوي المعنى .

نماذج على الجناس :
عين كل جناس فيما يأتي ، وبين نوعه :
1 - قال رسولُ الله -
- : إنَّ الرفق لا يكونُ في شيءٍ إلا زانهُ ، ولا يُنْزَعُ منْ شيءٍ إلاّ شأنَهُ .
2 - ومن دعائه عليه السلام: (اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا) .
3 - قال أعرابي: (رحم الله امرأً أمسك ما بين فكيه ، وأطلق ما بين كفيه) .
4 - (فاختر لنا حماماً ندخلْهُ ، وحجّاماً نستعمله ، وليكن الحمام واسع الرقعة ، نظيف البقعة ، طيب الهواء ، معتدل الماء)
5 - (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا فِيهِمْ مُنْذِرِينَ * فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ) .
6 - قالت الخنساءُ : إنَّ البكاءَ هوَ الشفاءُ من الجوى بينَ الجوانِح
7 - قال أبو البهاء ُ زهير : أرى قومًا بُليتُ بهم نصيبي منهمُ نَصَبِي
8 - قال الشاعر الهادي اليمني : فيا ليالي الرضا علينا عودي ليخضر منك عودي
9 - توخَّى حِمامُ الموتِ أوْسطَ صِبيَتَي
فللهِ كيف اختارَ واسِطةَ العِقْدِ ؟‍‍!!
10 - " كم من أمير رفعت له علامات .... فلما علا مات "
11 - أتظنّ قلباً منك يوماً قد خلا وهواك ما بين الضلوع تخلّلا
12 - قال أبو الفتح البستي : يا من يضيع عمره في اللهو أمسك .. واعلم بأنك ذاهب كذهاب أمسك
13 - قال الشاعر : القَلْبُ منِّيَ صَبُّ
والدَّمْعُ مِنِّيَ صَبُّ
14 - قال الشاعر ابن شرف القيرواني :
إنْ تُلقكَ الغُرْبةُ في معشرٍ
قدْ أجمعوا فيكَ على بغضهمْ
فدارِهمْ ما دُمتَ في دارِهمْ
وأرْضِهمْ ما دُمتَ في أرضِهمْ
15 - قال الشاعر : عضَّنا الدهرُ بِنابهْ **** ليْتَ ما حلَّ بِنابهْ
16 - قال الشاعر : عفاء على هذا الزَّمانِ فإنهُ زَمانُ عقوقٍ لا زَمانُ حقوقِ .
17 - قال سيدنا علي - رضي الله عنه - : الدنيا دار ممر ، والآخرة دار مقر .
18 - " ليس الأعمى من عمي بصره ، ولكنه من عميت بصيرته " .
19 - " نعم المال الصالح للرجل الصالح "
20 - " لا تضع يومك في نومك "
21 - " الماء من الأحجار جار "
22 - " ارعَ الجار ولو جار "
23 - " الهوى مطية الهوان"
24 - " اجهل الناس من كان للإخوان مذلاً ، وعلى السلطان مدلاً "
25 - " لا يجلس في الصدر إلا واسع الصدر"
26 - قال أبو جعفر الاسكافي :
فرشت لشيبي أجل البساط ِ
فلم يستطب مجلسا غير رأسي
فقلت لنفســي لا تنكريه ِ
فكم للمشيب كراسـي كراس
27 - " قبورنا تُبنى ونحن ما تُبنا
يا ليتنا تُبنا من قبل أن تُبنى"
28 - قال أبو العلاءِ المعري : لَمْ نَلْقَ غَيْرَكَ إِنْساناً يُلاذُ بهِ فَلا برحْتَ لِعيْنِ الدهْر إِنْسانا
29 - قال البحتري في مطلع قصيدة : هلْ لِما فات مِن تَلاَقٍ تلاَفي
أمْ لِشاكٍ مِن الصَّبابةِ شافي
30 - وقال الحريري : لا أُعْطي زمامي من يُخْفرُ ذِمامي [ينقض عهدى] ، ولا أغرِسُ الأيادي. في أرضِ الأعادي.
31 - ربّ سهلْ على فتاتي فتاتي لترى
هل سلا فتاها فتاها
32 - قال أبو جعفر الاسكافي :
ربّ سفيه جليس سوء
مفترس عرضنا بنابه
يقدح فينا بكل سـوء
وكل ما قـاله بنا به
33- قال الشاعر:
أيها العاذل في حـبي لها
خل نفسـي في هواها تحترق
ما الذي ضرك مني بعد ما
صار قلبي من هواها تحت رق
34 - قال الشاعر:
مات الكرام ومروا وانقضوا ومضوا
ومات في أثرهـم تلك الكرامــــات
وخلّفوني في قوم ذوي ســــفه
لو أبصروا طيف ضيف في الكرى ماتوا
35 - قال الشاعر أبو الفتح البستي :
فهمت كتابك يا سيدي
فهمت ولا عجب أن أهيما
36 - " فلان يضرب في الصحراء فلا يضل ، ويضرب في الهيجاء (الحرب) فلا يكل " .

رابعاً السجع :
هو توافق الفاصلتينِ في فِقْرتين أو أكثر في الحرف الأخير.
أو هو توافق أواخر فواصل الجمل [الكلمة الأخيرة في الفقرة] ، ويكون في النثر فقط .
مثل :
(الصوم حرمان مشروع ، وتأديب بالجوع ، وخشوع لله وخضوع).
(المعالي عروس مهرها بذل النفوس).
قال رسول الله -
- : [ربّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي ، وَاغْسِلْ حَوْبَتي (أي إثمي) ، وَأجِبْ دَعْوَتي ، وَثَبِّتْ حُجَّتِي ... ] .
من السجع ما يسمى " الترصيع " ، وهو أن تتضمن القرينة الواحدة سجعتين أو سجعات
كقول الحريري : " فهو يطبع الأسجاع بجواهر لفظه ، ويقرع الأسماع بزواجر وعظه "
وكقول الهمذاني : " إن بعد الكدر صفواً، وبعد المطر صحواً "
يحدث نغماً موسيقياً يثير النفس وتطرب إليه الأذن إذا جاء غير متكلف .

مدخل آخر .......
أن الشعر يحْسُنُ بجمال قوافيه ، كذلك النثر يَحْسُنُ بتماثل الحروف الأخيرة من الفواصل.
أجمل أنواع السجع ما تساوت فقراته مثل :
(الحقد صدأ القلوب ، واللجاج سبب الحروب) اللجاج : التمادي في الخُصومة
إذا لم يكن هناك سجع بين الجمل يسمى الأسلوب مترسلاً .

نماذج على السجع :
1 - قال رسول الله -
- :" إنَّ الله حرَّمَ عليكُمْ عقوقَ الأمهاتِ ، ومنْعًا وهاتِ ، ووأدَ البناتِ ، وكرِهَ لكمْ قِيلَ وقالَ ، وكثرةَ السُّؤالِ ، وإضاعةَ المالِ " متفق عليه .
2 - كتب أبو الطيب الوشَّاء : " اعلمْ أنَ عِمادَ الظَّرفِ عندَ الظُّرفاءِ ، وأهلِ المعرفةِ والأدباءِ ، حفظُ الجوارِ ، والوفاءُ بالذِّمارِ[كل ما يُحمى من شرف وكرامة ..إلخ] ، والأنفة منَ العارِ ، وطلبُ السلامةِ منَ الأوزارِ . ولنْ يكونَ الظريفُ ظريفًا حتى تجتمعَ فيه خِصالٌ أربعٌ : الفصاحةُ والبلاغةُ والعفةُ والنزاهةُ ؟ "
3 - قال أبو عمرو بن العلاء :
" مِمَّا يَدُلَّ على حريَّةِ الرجلِ ، وكرمِ غريزَتِهِ ، حنينُهُ إلى أوطانِهِ ، وتشوُّقُِهُ إلى متقدَّمِ إخوانهِ ، وبكاؤُهُ على ما مضى من زمانِهِ " .
4 - الحر إذا وعد وَفَى ، وإذا أعان كَفَى ، وإذّا مَلَك عَفَا .
5 - الحمد لله القديم بلا بداية ، والباقي بلا نهاية .
6 - وسئل حكيم عن أكرم الناس عِشْرة فقال : " مَنْ إذا قَرُب مَنَح ، وإذا بَعُدَ مَدَح ، وإذا ضُويِق سَمح " .
7 - قيل لأعرابي : ما خَيْرُ العنب ؟ قال : ما اخْضرَّ عُودُه ، وطال عَمُودُه ، وعَظُم عُنْقُوده .
8 - حامي الحقيقة محمود الخليقة مهدي الطريقة نفاع وضرار .
9 - أن الهوى في الحجيج هوى قلوب لا هوى جيوب .
10 - قال الحريري : ارتفاعُ الأخطار ِ، باقتحامِ الأَخطار .
11 - صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام .
12 - قال رسولُ الله -
- : " أيها الناس : افشوا السلام , وأطعموا الطعام , وصلوا الأرحام , وصلوا بالليل والناس نيام , تدخلوا الجنة بسلام "

خامساً التورية :
هي ذكر كلمة لها معنيان أحدهما قريبظاهر غير مقصود (المورى به) ، والآخربعيد خفي وهو المقصود والمطلوب(المورى عنه) ، وتأتي التورية في الشعر والنثر .
وسميت التورية بهذا الاسم ؛ لأن المتحدث بها يستر المعنى البعيد بالمعنى القريب ، فالتورية تعطبنا المعنى من خلال حجاب .
مثل :
قول الشبراوي : فقد ردت الأمواج سائله نهراً .
[سائله] : لها معنيان الأول قريب وهو "سيولة الماء " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " سائل العطاء " وهو المراد .
[نهراً]: لها معنيان الأول قريب وهو " نهر النيل " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " الزجر والكف " وهو المراد .
أيها المعرض عنا حسبك الله تعالى
[تعالى] : لها معنيان الأول قريب وهو "تعاظم وعلا " ، ليس المراد .
الثاني بعيد وهو " طلب الحضور " وهو المراد .
قال حافظ مداعبا شوقي
يقولون إن الشوق نار ولوعة .. فما بال شوقي اليوم أصبح باردا
(شوقى) شدة الشوق (شوقى)اسم الشاعرغير مقصود وهو المقصود
فرد عليه شوقي قائلا :
وحملت إنسانا وكلبا أمانة .. فضيعها الإنسان والكلب حافظ .
(حافظ) صانها (حافظ) اسم الشاعر
غير مقصود وهو المقصود
النهر يشبه مبردا فلأجل ذا يجلوا الصدى
(الصدى) الصدأ (الصدى) العطش
غير مقصود وهو المقصود

مدخل آخر ......
سر جمال التورية :
تعمل على جذب الانتباه وإيقاظ الشعور وإثارة الذهن ونقل إحساس الأديب.

نماذج على التورية :
1- سأل واحد صديقه : أين أبوك ؟
فقال : (في الفرن). فقال : (حماه الله) !!
2 - (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ)(الذاريات:47)
3 - (وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُم بِالنَّهَارِ) (من الأنعام الآية : 60)
4 - (الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى) (طه:5)
5 - يا من تفتخر إن آباءك عظام .
6 - وقال نصير الدين الحمامي :
أبيات شعرك كالقصور ولا قصور بها يعوق
ومن العجائب لفظـها حـر ومعناها رقيق
7 - قال أبو الحسن الجزار:
كيف لا أشكر الجزارة ما عشت حفاظا وأهجر الآدابا ؟
وبها صارت الكلاب ترجينني وبالشعر كنت أرجو الكلابا
8 - سنشكر يوم لهو قد تقضّى بساقية تقابلنا بنهر

سادساً الازدواج :
هو اتفاق الجمل المتتالية في الطول والتركيب والوزن الموسيقي بشرط ألا يوجد اتفاق في الحرف الأخير ، ويأتي في النثر فقط .
مثل :
" حبب الله إليك الثبات ، وزيّن في عينيك الإنصاف ، وأذاقك حلاوة التقوى "
" لا يترفع عند بني أو زاهد ، ولا ينحط عن دني أو خامل " .
قيمته الفنية : مصدر للموسيقى الهادئة التي تطرب الأذن .

سابعاً مراعاة النظير :
هو الجمع بين الشيء وما يناسبه في المعنى بشرط ألا يكونا ضدين .
مثل :
سناء تقرأ ورانيا تكتب .
كقوله تعالى: (أولئك الذين اشترواالضلالة بالهدى فما ربحت تجارتهم وما كانوا مهتدين)
أكلنا وشربنا .
قيمته الفنية : تقوية المعنى ، وتأكيده ونقل إحساس الأديب

ثامناً التصريع :
هو تشابه نهاية الشطر الأول مع نهاية الشطر الثاني في البيت الأول.
مثال:
سكت فغر أعدائي السكوتُ
وظنوني لأهلي قد نسيتُ
" سر جماله " يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن .

تاسعاً حسن التقسيم:
هو تقسيم البيت إلى جمل متساوية في الطول والإيقاع ، ويأتي في الشعر فقط .
مثال:
الوصل صافية ، والعيش ناغية والسعد حاشية والدهر ماشينا.
متفرد بصبابتي ، متفرد بكآبتي ، متفرد بعنائي.
" سر جماله " يحدث نغما موسيقيا يطرب الأذن.

عاشراً الالتفات :
هو الانتقال من ضمير إلى ضمير كأن ينتقل من ضمير الغائب إلى المخاطب أو المتكلم والمقصود واحد .
كقوله تعالى:
(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً * وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّنْ نَجْعَلَ لَكُمْ مَوْعِداً) (الكهف47 :48) .
فقد تكلم الله عن المشركين بضمير الغائب في قوله : (وحشرناهم) ثم بضمير المخاطب في قوله : (جئتمونا) . وتكلّم جلّ وعلا عن نفسه فقال : (وحشرناهم) بضمير المتكلم ثم قال: (وعرضوا على ربّك).
يقول البارودي : أنا المرء لا يثنيه عن طلب العلا نعيم ولا تعدو عليه المقافر
فقد انتقل الشاعر من ضمير المتكلم [أنا] إلى ضمير الغائب في [يثنيه]

سر جمال الالتفات :
إثارة الذهن وجذب الانتباه ودفع الملل .
واخيرا تمنياتي ان ينال استحسانكم مع خالص حبي واحترامي ..جوجو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق