الخميس، 20 فبراير 2020

وشوشة بقلم الرائعة مريم فضي


وشوشة ...

وبالليل ..

أمكث عاشقة
أرقب همس أنفاسي
وفي القلب تراتيل صمّاء
تسبّح للشوق المنطوي
تحت ضجر الروح
يشدّني من ملكوت العقل
يأسر طاعتي آن انتكاسي ...
ولي خواطر عصماء
أقيمها صلوات بالأسحار
تغيّبني بين جلاّسي
كما لو تناهت زفرات
من هدأة الأقدار
أحلَّ وصلَها ربّ الناس ...
وفي فمي ترياق
يناشد صمتي
يتجلّى في نبضي
حين يرتع مسبّحاً
بالباقيات الصّالحات وسواسي ...
ثمّ يمدّني مدّاً وظلاًّ هوسي
يشتّت نوبات ذهني
عند غموضٍ يلفّني
معاناة زهدت فيّ
تهاجر بخيالٍ لا ينطفئ
عبّأتُ فيه أنين أيامي
وظلّ عبادةٍ من يأسي ...
وأُعيذني ..
حين ينفطر الليل بدمعي
من شرّ كلّ خنّاس
أسير تحت أقداري
أرقب جسارة الحلم
حين يقسو و يُواسي
وحين يعبر بعشقي
نحو كلّ النور
ويرتقي بإحساسي ...
يغدو الليل حمّالاً لتعسي
يجلس في عينيّ
ناسكاً متعبّدا
يقيم صلواته ونوافله
يكتمل وصله عبثا فيّ
يعود بشوقي وينتشي
يمتهن غزله القاسي
يسكن الروح بخاطرة من وجد
تلقي تعويذة المساء ...
تهيم آن السّهد وآن السّهر
تناجي النور وظلّه
تقيم على حدود الظّن
ترابض عند أنفاسي
زفرات من أنّات مثقلة
تطاولت دمعاً بأحداقي
توثقني بهمسي
تغري وفادة الأمل المنسي ...
وحين يولد الفجر من عجز المآسي
سيبشّر بانعتاقي
قلباً ثملاً مريرا
وهجُ الضياء يوماً أجفله
لستُ أنا من أوثقه
فمن ذا الذي يعيذني من نفسي ؟ ...

مريم فضي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق